المنبرالحر

لم يسميها / نوري حمدان

ليس غريب على السياسيين العراقيين ان يبدعوا ويبتكروا في عملهم السياسي حيث ان العراقي معروف بحدة ذكائه وقدرته على الابتكار اذا ما اتيحت له الفرصة والظروف الملائمة.
في الفترة الاخيرة نستمع الى تصريحات كثيرة لليساسيين العراقيين في عدد من المجالات السياسية والامنية والاقتصادية الخ...، ولكي اكون منصفا فهنالك تصريحات مهمة كاشفة لمواضيع سياسية مهمة وامنية خطيرة وفساد في الشأن الاقتصادي جرائم كبيرة ولكن ينتهي التصريح بقول جهات "لم يسميها" (وهنا مربط الفرس).
في عملنا، عالم الصحافة كثيراً ما يسعى الصحفي الى اخفاء مصادره لاسباب عديدة بمقدمتها الحفاظ على حياة المصدر فيكتفي الصحفي في كتابة "صرح مصدر طلب عدم ذكر اسمه"، وهذا النص يختلف عليه بعض الاساتذة في عالم الصحافة بقولهم يجب اضافة نوع الضرر الذي من الممكن الحفاظ عليه اي "صرح مصدر طلب عدم ذكر اسمه للحفاظ على مركزه الوظيفي، او للحفاظ على حياته"، وفي المدرستين لا يختلف الهدف وهو الجانب الانساني لا غير ذلك بالنسبة للصحفي.
اذن لماذا يستخدم السياسي "جهة لم يسمها، او دول لم يسمها" وهو يتهمهم بقتل او بفساد، حتى لا يهرب احد من السياسيين عن هذا الموضوع ساقدم للقارئ اللبيب مثال:
((اكد رئيس مجلس النواب سليم الجبوري وجود اذرع لدولٍ متنفذة على الارض العراقية استطاعت ان تغذي "داعش والتنظيمات الارهابية الاخرى" من اجل تصفية حساباتها. لكنه لم يذكر اسماء هذه الدول)).
((اتهم محافظ الديوانية سالم علوان، جهات "لم يسميها"، بمحاولة ارباك الوضع الامني في المحافظة)).
((اتهم النائب عن القائمة العراقية طلال الزوبعي، اطرافا خارجية "لم يسميها" بمحاولة تصفية قيادات القائمة العراقية جسديا، ومنهم زعينها اياد علاوي)).
((اتهم عضو اللجنة القانونية النيابية عن كتلة الاحرار مشرق ناجي ، بعض الكتل /لم يسميها/، بعدم الرغبة بتشريع قانون المحكمة الاتحادية)).
في كلامنا بينا هدف الصحفي الذي يخفي المصدر لكن ما هو هدف السياسي خصوصاً الذي لديه موقع مسؤول وانتخبه الشعب كي يحافظ على ارضة وماله وشرفة. فهل يرغب بالحفاظ على حياة اللذين يتهمهم ام على مراكزهم.. او العكس هو الصحيح يسعى بذلك الحفاظ على نفسه ومنصبه، والناس والوطن والمال العام كلها فداء القائد.