المنبرالحر

قداسة المرأة والانقلاب الذكوري / علي السامرائي

منذ ان أبصر الإنسان في هذه الدنيا وبدأ مغامرته الأولى بالتفكير في الأشياء من حوله أثارت انتباهه المرأة هذا الكائن الساحر الذي استفز فكره كثيرا ومن أول المشاهدات للانسان البدائي صورة المرأة وكيف تمتلئ بطنها ليخرج منها كائن صغير وهو غير مدرك لدوره في هذه المسألة، بعد الفترة بين اللقاء الذكوري الأنثوي والإنجاب فأعتقد أنها تنجب بالرغبة الذاتية.
والمشاهدة الأخرى هو نزول الدم في فترات منتظمة ما يعرف بالدورة الشهرية وربطها بالتغيرات التي تطرأ على القمر، وأيضا خروج الحليب سائل الحياة للطفل. ومع تحرك عجلة الحياة إلى الامام بدأت المرأة بالتعامل مع الاعشاب لتميز بين المضر والنافع لتصبح طبيبة البشرية الأولى، كل هذا وغيره جعل الإنسان يفسر هذه الأشياء على أنها انعكاس لشيء مقدس اكبر وأعلى.
ومن هنا بدأت تنتشر عبادة المرأة عشتار في بلاد ما بين النهرين، وايزيس في مصر القديمة، وهنا نورد مقطع للإلهة ايزيس (انا أَصْلُ الطبيعة أنا الأمُّ الكونيةُ سيِّدةُ كُلِّ العناصر عُبِدْتُ بطرقٍ شتىَّ وأُطْلِقَتْ علي أسماءٌ كثيرة، لأنَّ جميعَ أهلِ الأرضِ يقدسونني الفريجيون سَمَّوْنى بيسينونتيكا، أمَّ الآلِهَةِ والأثينيون سموني أرتميس وعند سكانِ قبرصَ، أنا أفروديت وفى كريتَ، انا آناوكينيا المصريونَ المتفوِّقونَ في العلمِ القديمِ، وفى عبادتي بِمَا يليقُ بأُلُوهِيَّتى، سموني باسمي الحقيقي إيزيس) وفي هذه الحقبة بقى الرجل هامشي ولا يحق له حتى خدمة المرأة المقدسة، إلا اذا تطهر بالختان أو التخلص من عضو التذكير وبقي هذا الحال لآلاف السنين إلى إن بدأت الحالة بالتغير مع اكتشاف الزراعة ودخول الحيوانات في حراثة الأرض والتي تحتاج الى قوة عضلية وملكية خاصة وعقلية توسعية لا تملكها المرأة.
بدأت صورة المرأة بالتراجع لصالح الذكر ونرى في ملحمة كلكامش على الرغم من ترويض المرأة للبربري انكيدو، ولكن في نفس الملحمة تطلب الربة عشتار الزواج من كلكامش المنتشي بالانتصار.
واليوم مع كل ما تتعرض له المرأة من الآم واضطهاد أقول لا يمكن لمجتمع إن ينهض وجوهره يخبو لان المجتمع ينهض فقط حين يكون لديه جناحان متوازيان سليمان هما المرأة والرجل.