المنبرالحر

التاسع من نيسان حلم بحاجة الى ابطال / مؤيد عبد الستار

مرت اليوم دزينة من السنوات على اليوم العظيم الذي كنس نظام صدام ومن لف لفه من عوج وعلوج .
لم يكن احد قبل التاسع من نيسان عام 2003 يحلم باسقاط النظام الدموي الذي تمكن من اخضاع الملايين بشتى الاساليب ، واصعبها كانت حربه على ايران وغزوه للكويت .
ادخل بهاتين الحربين العراق في محرقة لها اول وليس لها اخر ، فبالاضافة الى سبايا الحرب ومقاتل المواطنين ، كان النظام الصدامي يعبث بارواح الناس ليلا ونهارا ، فلم يألوا جهدا بقطع رقاب المواطنين وجز رؤوسهم وصلم اذانهم ووشم جباههم ... الى اخر ما ابتكره من وسائل همجية في القتل والتعذيب بشتى الحجج الواهية .
كان النظام الصدامي ( البعثي ) بدأ حكمه للعراق بمهزلة مسرحية لارهاب الناس ، اعلن عن كشف خلية تجسس في البصرة ، وعلى اثر محاكمة قرقوشية قام باعدام مجموعة من المواطنين ، وعلق جثثهم في ساحة التحرير ، فقدم هويته للمواطنين واعلن للملأ جريمته التي ظلت مثالا على ما ينطوي عليه من احقاد على ابناء الشعب العراقي ، وظل طوال ثلاثة عقود ونيف يعمل قتلا وتعذيبا وتهجيرا وتشريدا بالمواطنين المغلوب على امرهم ، حتى استدعت تطورات الاحداث الاقليمية تدخل الولايات المتحدة الامريكية للحد من جرائمه التي باتت تهدد الشرق الاوسط وحتى ابعد من الشرق الاوسط . فكان قرار تحرير العراق الذي سنته ادارة كلينتون ولكنه لم تستطع تنفيذه الا في عهد الرئيس بوش الاب .
فتح التاسع من نيسان الباب على مصراعيه ، فظهرت خفايا المجتمع المنقسم على نفسه منذ ظهور الاسلام ، فاعلنت القوى الطائفية تبنيها للطائفية السنية والشيعية واعلنوا الحرب على هذا الاساس بين ابناء الشعب العراقي الراغب في التعايش السلمي ، ولكن مصالح الفئات الطفيلية التي لا تستطيع العيش في الهواء النقي ابت الا ان تؤجج المعارك الطائفية بين المواطنين لكي تنعم بسرقة ثروات البلد وبالفعل ضاعت المليارات من الدولارات البترودولارية دون ان يعرف احد اين ذهبت ، فالقوى والاحزاب الطائفية كانت قد بلغت حدا في اجادة السرقات وتعلمت منذ الطفولة على سرقة المواطنين من خلال النذور والاضحيات والزيارات الدينية والمناسبات الحسينية والنبوية والسحر والشعوذة وقراءة الطالع حتى اصبحت خبيرة في شؤون السرقات ، فبدأت اولا بتزوير الشهادات لتحتل المناصب الحكومية وانتهت بسرقة المليارات بطريقة لا يستطيع حتى شارلوك هولمز المحقق البريطاني من اكتشافها .
سيبقى التاسع من نيسان علامة على رغبة المواطن العراقي في الانتصار على الدكتاتورية رغم ما حصل فيه من اغتصاب لارادته ، ورغم ما حصل فيه من سلبيات ادت الى استشهاد الالاف .. و ستبقى التضحيات هي التي ستقود شعبنا نحو النصر الاكيد على قوى الشر والظلام ، وعلى لصوص الحكم والدين والسياسة .