المنبرالحر

رغم الناعقين ! / محمد عبد الرحمن

ما تحقق في تكريت هو بحق انتصار على داعش وهزيمة كبيرة له ، هذا التنظيم المتوحش الذي تشبث بالبقاء في المدينة الى آخر لحظة ، ولجأ الى كل الاساليب الدنيئة لاطالة عمر سيطرته عليها .
وما تحقق له تاثيراته على معنويات المقاتلين ، الذين اندفعوا حالا نحو تحرير ما بقي تحت سيطرة التنظيم الارهابي ، وبدء عمليات تحرير مدن محافظة الانبار التي يتوجب ان يقدم لها كل الدعم والاسناد ، وان يؤخذ في الاعتبار خلال ذلك كل ما تكدس من خبرة وتجربة .
وقد قدمت معركة تحرير تكريت دروسا وعبرا غنية ، مثلما صاحبتها هفوات وتجاوزات وممارسات كادت ان تغطي على معالم النصر المتحقق. والحديث هنا لا يدور فقط حول ما اعلن عن قيام عناصر فاسدة ، ايا كانت وكان ولاؤها ، او انها لا ولاء لها، من حرق ونهب ، بل ايضا عن تلك التصريحات التي يبدو انها لا تريد الا ان ترى العراق غارقا في الفوضى والحرب الداخلية ، ولا يروق لها ان يتحقق اي نصر واي نجاح .
وهؤلاء موجودون في كل الكتل الحاكمة والمتنفذة بلا استثناء ، وتكفي معاينة اسماء من صرحوا ونطقوا بالكفر منهم قبل وبعد تحرير تكريت بشكل خاص. والعجيب في بعضهم ان ينكر اطلاقا ما حصل في تكريت بعد تحريرها ، وكأن من تطوع في الحشد الشعبي ، او اندس فيه، او انظم اليه عن قصد لغرض تنفيذ اجندة غير وطنية، هو من المعصومين ، فيما القائد العام للقوات المسلحة يتوعد عن حق المسيئين باقصى العقوبات .
في المقابل هناك من ادعى ان تكريت تحترق .. وما من معين لها! وصار كمن صرخ في زمانه : واه معتصماه ! وهذا البعض ، بغض النظر عما حصل وما لم يحصل، يقيم الدنيا ولا يقعدها ضد الحشد الشعبي في كل الاحوال، لانه لا يطيقه ، وينكر على المتطوعين المنضبطين كل تضحياتهم وبطولاتهم واسهامهم المشهود في الحاق الهزيمة بداعش في مواقع عدة .
نعم، اولئك وهؤلاء لا ينطقون الا كفرا وجحودا بالوطن واهله ، وكلٌ له مشروعه او جزء من مشروع معلب يراد تصديره الينا ، وهو في كل الاحوال لا يمت الى المشروع الوطني العراقي بصلة. كما ان العديد من هؤلاء النائحين ، ذوي الاصوات المفعمة طائفية وشوفينية ، لا ياتون على ذكر تفاني البيشمركة وتضحياتهم، وهم الذين قدموا كما اعلن اكثر من  شهيد، وتنتظرهم معارك ليست بالسهلة .
ورغم هذه الاصوات النشاز والناعقة، التي يبدو انها لن ترتاح حتى ترى الوطن ممزقا وابناؤه مقسمين، فان الجسم الاعظم المبرأ من ادران الطائفية والشوفينية والعنصرية هو من يُراهن عليه في احداث اصطفافات جديدة ترسم معالم ايام قادمة. وفي زيارة الدكتور العبادي الى اربيل اكثر من مؤشر ودلالة .
وليكن ما حصل في تكريت درسا للمعارك القادمة ، وهي الاصعب ، والتي يتوجب علينا خوضها بثقة وباجندات وحسابات عراقية .