المنبرالحر

طريق المرور السريع وموسوعة غينيز../ سلام حربه

التخريب في العرق متعدد الوجوه فكل يخرب من موقعه او يشاهد الجريمة دون ان يحرك ساكنا وكأن ما يحصل لا يعنيه لا من قريب ولا من بعيد وهذا يؤشر الى تراجع الشعور الوطني وقصور في الوعي الاجتماعي ،هناك تخريب يدمي القلب وهذا يحدث في منشأ عام تابع الى الدولة وهو طريق المرور السريع ، هذا الشريان الحيوي في جسد العراق والذي يحمل تعب ابنائه وملايين السيارات يوميا يمتد من غرب البلاد الى جنوبه وبطول اكثر من الف كيلومتر ويعتبر احد المعالم الحضرية والعمرانية ليس في العراق فقط بل في الشرق الاوسط ، دون ان يرف ضمير احد ،هذا الاخر يدعوا الى التوقف والتامل ،الملفت للنظر ان هناك مديرية باسم مديرية طرق المرور السريع تابعة الى الهيئة العامة للطرق والجسور وهذه الهيئة تتبع الى وزارة الاعمار والاسكان ، هذه المديرية يقودها مدير وفيها اعداد من الموظفين وربما يحمي هذا المدير والدائرة رهط من الحرس ورجال الامن دون ان يكلفوا انفسهم بحماية طريقهم وواجبهم الوظيفي الوحيد الا وهو طريق المرور السريع ، ان هذا الطريق سيدخل موسوعة غينيز بعدد مواقع الغسل والتشحيم التي تنتشر على جانبيه والكل يعرف ان الماء هو عدو القير كما ان الطريق يعاني من الاهمال والت?ققات والحفر ونشوء السواقي وتجول الحيوانات والكلاب السائبة فيه وانعدام الاسيجة التي تعزله عن الاراضي المجاورة وقيام الابنية والمحلات العشوائية على كتفيه دون أي حساب لمحرمات الطريق ، وهناك اليوم مئات من الاشخاص الذين يحملون خراطيم المياه ويقومون بغسل السيارات الكبيرة والصغيرة على الشارع وباسعار زهيدة شجع السواق على غسل سيارتهم على قارعة طريق المرور السريع بعيدا عن المحاسبة القانونية والوطنية والاخلاقية ،فالكل لا يشعر بقيمة هذا المنشأ لا المواطن ولا الدولة المسؤولة عنه ، وهذا الامر يحصل منذ سنين وامام انظار كل المسؤولين الذين يمرون عليه يوميا بمواكبهم التي لها اول وليس لها اخر..ان كل طرق المرور السريع في العالم لها بوابات خاصة ، يدخل منها صاحب السيارة ويقوم بدفع مبلغ لقاء كل مسافة يقطعها على هذا الطريق ، كما ان معظم الطرق محمية بالاسيجة والحواجز ومراقبة بالكاميرات والاقمار الصناعية وتتدرج فيها ممرات السرعة من القليلة وحتى الفائقة ، كما ان ادامتها تتم من خلال الضرائب البسيطة التي تفرض على السائقين عند استخدامهم لهذا الطريق...هذا ما يجري في كل العالم باستثناء العراق ، فهذا البلد يعمل خارج منظومة درب التبانة وكل مفصل فيه مباح للعبث والسرقة دون ان ينز جبين المسؤول خجلا من تدهور هذه المفاصل واندثارها ما دام جالس في منصبه ( مرتاح ) ولا يستطيع احد ان يوجه اليه اية تهمة لان الكتلة السياسية التي اجلسته على الكرسي بعيدة عن المسائلة القانونية ..ان هذا التخريب المتعمد لطريق المرور السريع ومنذ سنين يدخل ضمن الخيانة العظمى ، لان الخيانة هو التفريط بحياة الناس وممتلكاتها ويعتبر هذا المنشأ ملكية عامة يجب المحافظة عليه لا الصمت بما يحيق به ، السكوت عن التخريب علامة الرضا ووجه من وجوه الارهاب ويكون عونا الى داعش القتلة الذين استاب?وا حياة الناس وممتلكاتهم وقاموا بتهديم كل المنشآت العامة والاماكن التاريخية ومراقد الاولياء والانبياء..يجب اتخاذ اجراءات رادعة بحق كل من تسول له نفسه بالعبث بالمنشاءات العامة ومنها طريق المرور السريع ، وفي حال تمادي العابثين وعدم التصدي لهم يجب احالة مدير الطريق ومدير الهيئة العامة للطرق والجسور ووزير الاعمار والاسكان الى القضاء بتهمة التقصير في اداء الواجب والاهمال المتعمد لمنشأ حيوي كلف الدولة في وقت من الاوقات مليارات الدولارات تعجز الدولة ان تنشأ طريقا مثله في هذا الزمن الصعب ، ان الحفاظ على حياة الناس وومتلكاتها العامة والخاصة مسؤولية تتحملها الدولة بكل مؤسساتها فكيف الحال اذا كان من يتعرض الى الدمار والاندثار طريق يوصل اطراف العراق القصية ويسهل تنقل المواطنين بين مدن العراق كافة ، انها دعوة ستتبعها دعوات شعبية للاهتمام بطريق المرور السريع ، ان تدمير هذا الطريق وجه للعبث بالعراق حاضرا ومستقبلا من سياسي الصدفة الذين تسلطوا على رقاب العراقيين منذ عام 2003 وحتى يومنا هذا.