المنبرالحر

الكاميرا.. قبّحها الله! / قيس قاسم العجرش

العنوان أعلاه ربما يكون الجملة الأكثر تردداً على لسان السيد محمد الطبيشي الآن، وهو لغاية الأمس كان رئيساً للتشريفات الملكية السعودية الشقيقة. لها وله الإخاء وصالح الدعاء.
السيد الطبيشي مثل أي مسؤول مراسم عربي أنجبه القرن العشرون، حاول أن يقف في أقرب نقطة ممكنة لحظة نزول صاحب الجلالة ملك المغرب من الطائرة الملكية في مطار الرياض ومصافحته صاحب الجلالة الملك السعودي ونسي أنه في تلك اللحظة يجب أن تخرج الصورة بطبعة ملكية فقط، أما الطواشي والحواشي فوجب عليهم الإبتعاد تبجيلاً للقاء الملوك.
المهم ان الطبيشي وقف مبتسماً في تلك اللحظة إلا أنه صار حاجزاً بين الكاميرا وصاحبي الجلالتين فطلب منه المُصوّر أن يبتعد قليلاً بعباءته التي تغطي كل شيء. فما كان منه إلا أن وجه صفعة للإعلامي المسكين الذي وقف مذهولاً من ردة فعل صاحب السعادة.
الاسوأ أن كل هذا قد سجلته الكاميرا وشاهده الملايين من المتابعين، ثم تلاقفته مواقع التواصل الاجتماعية ونشرته بطريقتها الشيطانية في سرعتها.
الملك السعودي الجديد ليس بحاجة طبعاً أن تأتيه الشتائم فوق تلك التي حلّت على رأسه مع انطلاق نشر صور ضحايا «عاصفة الحزم» من المدنيين اليمنيين، فسارع الى إقالة الطبيشي، ولسان حاله يقول:» طبيشي يفوت ولا ملك يموت!».
الكاميرا في الحقيقة أنقذت رأس المصوّر الشاب، فلولا أنها سجلت صفعة رئيس المراسم له، لكان قد فقد رأسه كاملاً بعد مراسم الاستقبال. لكنها الكاميرا..قبّحها الله منعت غضب الشيخ.
غلطة الطبيشي أنه لم يتابع الحاج رجب أردوغان في مسلسل»عفويات أردوغانية» الذي يبثه جيش الأخونجية التركي على الأنترنيت. فكل يوم هناك لقطة عفوية للحاج الطيب، مرّة يصل الى الصلاة متأخراً فيقف في الصف الاخير بتواضع ومرّة يشاهده الناس وهو يصلي في الطائرة ومرّة أخرى يشتري سلّة معجنات ويبدأ بتوزيعها صباح يوم العيد في ميدان» عبدي أيبكجي»!.
تبين أن الحاج الطيب محروس دوماً بكاميرات صديقة للغاية ترصد كل عفوياته التي تزيد من شعبيته وتنشرها أولاً بأول، فضلاً عن حراسة الأقدار له.
لكن على الجهة السعودية لم يدركِ الطبيشي أن كل خدماته التي قدمها للملك والمملكة على مدى أربعين عاماً، لا تعادل 8 ثواني محرجة على الفيسبووك، تظهر السعوديين بمظهر فظٍّ لا احترام فيه للناس وللإعلام. والمصيبة أن الصفعة انهالت لصقَ كتف الملك.
إذن، هي الكاميرا.. فقط لو نعرف الخبيث الذي صممها!