المنبرالحر

إني سني أحبك أخي الشيعي / حمزة عبد

بان على السطح الخلاف الشيعي الشيعي وبالتحديد في حزب الدعوة، وأخذت بعض العناصر المؤثرة فيه تسعى لانتهاز أي فجوة بل تحاول أن تخلق الفجوة من أجل النيل من حكومة العبادي، ومن المعروف أن الوضع غير الطبيعي الذي تعيشه بلادنا بسبب الأزمات المتجددة نتيجة الطائفية والمحاصصة والفساد المستشري وعدم تكامل بناء الدولة الذي كان السبب في خلق المشاكل في كل مفاصل الحياة خاصة ونحن في حالة حرب مع عصابات داعش التي تحتل مساحة كبيرة من أراضينا، وبدلاً من المساعدة والعمل على التطوير السريع لقواتنا المسلحة وبنائها وتجهيزها بأحدث الأسلحة، والسعي لإرساء الديمقراطية والابتعاد عن المحاصصة والطائفية تحاول العناصر التي أشرنا اليها عرقلة هذا الاتجاه لتخلق أزمة جديدة فعلية خاصة إذا نفذ العبادي تهديده بالاستقالة.
ان هذا الصراع موجود سابقاً ولكنه كان في الخفاء وكانت الأولوية للصراع الطائفي بين الكتل السياسية المتنفذة، الا أن تسنم العبادي للوزارة التي أراد المالكي ان يحتفظ بها للولاية الثالثة أججت هذا الصراع الخطير الذي سيحرق الأخضر واليابس لأنه صراع البيت الواحد!!.
من جانب آخر تصاعدت وتيرة التصعيد من قبل القوى المشاركة في السلطة حيث قام النجيفي والعيساوي بزيارة أمريكا لحشد التأييد لتسليح العشائر في المنطقة الغربية، وتزايد متطلبات وشروط الكرد وتهديدهم بالاستقلال.
وما حصل بالأمس من أحداث في الاعظمية كان يراد بها إشعال الفتنة الطائفية، وهذه ليست المحاولة الاولى ولا الأخيرة، فالتأجيج مستمر من قبل القوى الطائفية بمليشياتها وهي داعمة بكل تأكيد لقوى الظلام داعش.
السؤال هنا إذن هل الوضع انتهى وأصبح ميؤوسا منه؟ الجواب. لا لأن اجراءات سريعة كفيلة بالسير الى الامام منها منها العمل الجدي لبناء الدولة العراقية والإرساء الصحيح للديمقراطية السياسية واحتواء الأزمات في إطار الدولة ومنع الاعتداءات على مؤسساتها من قبل الكيانات السياسية وميلشياتها، واتخاذ اجراءات اقتصادية واضحة في التخفيف عن كاهل المواطنين، وقبل هذا وذاك إرساء الأمن وإصدار قانون لمكافحة الطائفية واعتماد الكفاءة والمهنية في اسناد المناصب ونبذ المحاصصة والفساد.
إن لب الأزمة ليست عند الشعب العراقي.. بل هي عند السياسيين الطائفيين، وما عبر عنه الشاب الذي رفع شعار وبعد أحداث الأعظمية .. (إني سني أحبك اخي الشيعي) لاقى إرتياحا وصدى كبيرين لدى الجماهير، وعانقه الكثير من الشباب المشاركين في زيارة الامام الكاظم. فهل يتعظ السياسيون الطائفيون!!؟.