المنبرالحر

يوم الانتصار العظيم على الفاشية / ألفريد سمعان

تسمى في روسيا «الحرب الوطنية العظمى»، الحرب التي خاضتها شعوب الاتحاد السوفيتي ضد جيوش هتلر المعتدية التي انتشرت وعلى رأسها قوات الصاعقة في اوربا.. سقطت فرنسا وجيكوسلوفاكيا ورومانيا وبلغاريا وبولندا وهنغاريا ويوغسلافيا، وكان في هذه الدول اعداء للفاشية، رفضوا ان تذل بلدانهم ويستعبدون من قبل حملة الصليب المعقوف، وشهدت افريقيا في شمالها معارك ضارية، ووصل القائد الالماني الشهير رومل حتى حدود مصر وكانت معركته الفاصلة التي اندحرت فيها قواته وقوات حلفائه ايطاليا ومن خضع لها. وحقق الجنرال الانكليزي مونتغمري انتصاره في معركة العلمين وبدأت الانهيارات في شمال افريقيا ثم امتدت الى اوربا وكان الانزال الحلفائي في الجبهة الفرنسية في نورماندي.
ونتيجة الفشل امر هتلر قائده الشجاع رومل ان ينتحر والا سوف يقدمه للمحاكمة، فانتحر القائد لكي يحمي اسمه وكرامته.
اثناء ذلك كانت هناك معارك رهيبة عبر ملايين الكيلومترات فقد اقتحم هتلر وقوات الصاعقة بكل ما لديها من امكانيات وسلاح جوي متفوق وسمعة عريضة في القتال، ودكوا اسوار الاتحاد السوفياتي العظيم واعتقدوا ان المهمة سوف تكون سهلة وسوف يتم القضاء على وطن ثورة اكتوبر العظمى، وسوف يركع العلم الاحمر امام علم الصليب المعقوف وسوف يخضع العالم كله لالمانيا، وسوف يتوزع الالمان في شتى الارجاء لتطعيم العذارى وخلق جيل (نقي الدم) لان الآباء سوف يكونون الرجال الالمان الذين يحملون عبء توزيع الدماء بعدالة على البشرية. ويا لها من احلام مريضة فقد واجهوا مقاومة ضارية من الجنود الابطال وقادتهم والقيادة الاشتراكية الصامدة بقيادة ستالين الذي اعلن عندما احتدم القتال: اردتموها حرب ابادة فلتكن حرب ابادة. واخذت جيوش هتلر تواجه الشرف السوفياتي وكرامة شعوبه وصمدت لينينغراد 300 يوم وتقلص عدد سكانها الى النصف بعد ان مات معظم السكان تحت انقاض المدينة التي تهاوت كل ابنيتها بفعل القنابل والصواريخ وقذائف المدفعية. وعلى صعيد آخر استقبلت موسكو العدوان الهتلري بالصمود وبكل الوسائل والاسلحة والخطط الذكية والتفاني، واخيرا تهاوت قوى الظلام وتراجعت القوات ا?غازية مذعورة منهكة متهالكة، وازداد الرعب عندما جاءت انباء ستالينغراد التي لم يبق فيها جدار واحد على حاله وظلت تقاوم اكثر من عامين. وكانت الضربة الكبرى عندما استسلم الجنرال الهتلري الذي كان يقود اثنين وعشرين فرقة المانية واتباعهم من الدول الاوربية المحتلة.
وكانت النتائج التي لا تحتملها حتى الجبال، فقد قتل اكثر من ستة وعشرين مليون انسان سوفياتي وتدمير اكثر من مائة الف مدينة صغيرة وكبيرة، وترحيل اكثر من خمسة ملايين من النساء والاطفال والعمال لشتى الاغراض لتشغيل الرجال وانتهاك النساء وافراغ عروق الدماء لدى الاطفال لتغذية عروق الجرحى الالمان ورمي جثث الاطفال في المزابل وتحطيم الاقتصاد السوفياتي والمعامل وحرق الغابات والمزارع وفتح اكثر من 14 الف معسكر للاعتقال. ولنتصور ما حل بهذا البلد العظيم، الاتحاد السوفياتي الذي بدأ حملة جبارة لاعادة الامور الى افضل مما كانت عليه وتم ارساء خطط لاعمار المدن وبناء المرافق الصناعية واكساء المزارع بالخضرة.
وعلى الصعيد العالمي دعم السوفييت الدول التي تحررت من الاستعمار وكانوا اقوى نصير للدول النامية في صراعها مع التخلف وجرائم الاستعمار العالمي. وتم تشكيل الامم المتحدة واعلان حقوق الانسان وحق تقرير المصير للشعوب، وحققت منجزات عظيمة، فطار اول رائد فضاء (غاغارين) واصبحت الذرة ملء عيون وعلم علماء الاتحاد السوفياتي وبدأت امريكا ترتعش وهي تتساءل كيف نهض هذا الجسد المثخن بالجراح. لقد انتصرت قوى الحرية وطلائع الانسانية وكان اليوم العظيم في 9 أيار من كل عام هو صوت الانتصار على القوى الدكتاتورية الغاشمة، العيد الكبير البشرية كلها، ولولا صمود الاتحاد السوفيتي الذي ركز العلم الاحمر على مبنى الرايخشتاغ في برلين التي انهارت تحت الضربات والبطولات الرائعة.
مجدا لوطن اكتوبر العظيم وانتصار قوى الخير على جراثيم الشر والانتهاك والظلم.
تحية لارواح المواطنين السوفيت الذين دافعوا وارسوا دعائم العدالة والحرية في كل ارجاء العالم.