المنبرالحر

إعادة التعريف / قيس قاسم العجرش

كاتبو رأي ومحللون صحفيون ودبلماسيون يذهبون دائماً الى أن الديمقراطية «تتعسر» في البلدان المستضيفة لها حديثاً وأنها لم ولن تهضمها دفعة واحدة .
البعض منهم يذهب الى القول :«بأن العراق يختلف عن الغرب وأن ما يمكن تأسيسه هناك لا يمكن البدء به هنا.» خلاصة الأمر ...اننا غير مؤهلين، غير منسجمين مع أفضل ما أنتجه العقل لإدارة المجتمعات ونعني بها الديمقراطية.
قبل ايام كتب الصديق د.عبد العزيز الفايد على صفحته في الفيسبوك عن «ديمقراطية»الإخوان في مصر بأنها ديمقراطية تستخدم السكاكين والعصي وحافات القناني الزجاجية لتشويه صورة مصر وتشويه الإختيار الديمقراطي على حد سواء.
في المقابل نجد أن الحالة العراقية تحمل معها قصّة عشر سنوات من الإرتباك وتمكنت فيها مجموعة من الطائفيين المُتمرّسين من رفع مُستويات الطائفية في الشارع والقموه حقداً وكراهية،وجعلوها تتقدم على كل شيء وسحبوا معهم الناس الى حرب «مُقدّسة»لا تنتهي إلا بانتهائهم وانقراضهم.
هنا بالعادة أقاطع من يتحدث عن «ديمقراطية بنسخة عراقية» أو عن نسخة بمقياس صغير تتلاءم والإحتياجات الضئيلة! من العيش الديمقراطي التي يحتاجها شعبنا.
لإنهم يتحدثون عن ديمقراطية تراعي الموروث الديني والطائفي والعرقي والإجتماعي لكل العراقيين،وهذه محض سفسطة كلامية لا تساوي حبرها المسكوب.
في الواقع ليس هناك مقياس صغير وآخر كبير،لن تفيدنا «قطعة لحم» من الديمقراطية لأنها ستكون حينئذ ميّتة،إنهاحُزمة عيش وأسلوب وسلوك مجتمعي .
لكن الإرهاب حقيقة والتطرّف موجود والجريمة العِرقية وتلك التي ترتكب باسم الدين أصبحت ظاهرة فكيف نتعامل معها ؟..هل هذه أيضاً أتى بها الطائفيون؟ وهل يُسأل عنها السياسي الطائفي أيضاً؟.
لا لم يأت بها السياسي لوحده لكنه لم يترك منفذاً فيها إلا وجعله ملغوماً بالمصالح،ألم تكن ملفات الفساد والهروب الكبرى للمسؤولين تحدث في أحلك أيام الطائفية سواداً؟..ألم تقل لنا الحكومة أنها لو اتيح لها تخطي عقبات البرلمان الإستغلالية فستقدم الكثير؟.الم تتعلل بمصالح البرلمان اكثر من مرة وأنه اصبح مؤسسة للعرقلة ؟. ألم تخبرنا ان القضاء مستقل وانه لا سلطان عليه إلا للقانون ؟...أين مصداق هذا؟.
يحدث هذا لأن سِمة التناقض تلاحق من يقدّم مصلحته على كل شي..من الآن فصاعداً علينا أن نفصّل ديمقراطية حقيقية مُحترمة ، تستثني من تعاملها الديمقراطي بالتأكيد من يحتقر حق العراق بأن يعيش كريماً.
قبل الإنتخابات القادمة علينا أن نحذر كل الحذر ممن يريدون أن يوهمونا بديمقراطية عراقية يُعيدون تعريفها لوحدهم !.