المنبرالحر

«خـلـق!» / قيس قاسم العجرش

الإسم لن يغيب عن ذاكرة العراقيين وسيبقى طويلاً. قدرٌ علينا على ما يبدو أن نتحول الى حوض دماء يغمس كل من هبّ ودبّ يده فيه.
«سازمان مجاهدي خلق إيران» مُنظمة تدّعي أنها ذات عقائد ماركسية تحررية ( وكلٌّ يدعي وصلاً بليلى ...وليلى لا تقرّ لهم بذاكا)..
ومع أنهم ماركسيون، كما يدّعون، إلا ان سجل سلوكهم السياسي والعسكري يكاد يتطابق مع أية منظمة مرتزقة تؤجّر سلاحها لمن يضمن لها البقاء.
ومع أنهم ماركسيون، كما يدّعون، إلا انهم تحالفوا مع نظام صدام بزواج كاثوليكي بالرغم من أن هذا النظام أرتكب مذابح ومطاردات وتصفيات لا نظير لها بحق نشطاء الحزب الشيوعي العراقي، والمُفترض أن هؤلاء قريبون فكرياً منهم.
لكن الأمر لا يعدو أن يكون كذبة سياسية. صحيح أن مؤسسي المنظمة التي انطلقت عام 1965 كانوا من الماركسيين إلا ان الجناح العائلي الذي هيمن عليها خلال السنوات الثلاثين الأخيرة لا علاقة له بالماركسية ولا بأية عقيدة سياسية سوى الإرتزاق والمتاجرة ببضاعة المصلحة وعنوانها « البحث عن عداوات النظام الإيراني للتحالف معها».
حمل افراد هذه المنظمة السلاح بوجه انتفاضات شعبية عراقية في الأعوام 1991 و1999 وفتحوا النار تجاه مواطنين عراقيين من دون أن يكون لديهم أدنى دافع إخلاقي أو مبرر سوى نصرة الدكتاتورية.
وبعد التغيير في عام 2003 حملوا السلاح أيضاً في ديالى حيث مقرّهم في(معسكر أشرف) ورفضوا الإنصياع الى سيادة الدولة العراقية، مُستغلين اللعبة الطائفية في العراق ودخلوا في الإصطفافات الطائفية المعيبة وتورط معهم سياسيون عراقيون بارزون بلسانهم الطائفي. ولم تخجل الدول الكبرى التي لها ملفات مع إيران من أن تدعم وضعهم الشاذ آنذاك من أجل مصلحتها.
ولأن هذه الدول تدرك فائدة المرتزقة في الصراعات الراهنة، نجد أن محكمة العدل الأوروبية أقدمت عام 2008 على رفع اسم المنظمة من قائمة المنظمات الإرهابية من دون أن تسجّل أي تغيير ملموس في سياسة المنظمة أو أفرادها أو قيادتها، لكن الامر يعود ايضاً الى الضغوط الدولية.
وفي سبتمبر من عام 2012 رفعت الولايات المتحدة اسم المنظمة من العقوبات وتجميد الأصول بعد تعهدات بعدم استخدام السلاح. لكن تقريراً إخبارياً مهماً لقناة روسيا اليوم أظهر وجوداً غريباً لمقاتلي المنظمة في الاراضي السورية في القتال الى جانب إحدى الفصائل. والآن تتحدث مصادر صحافية فرنسية عن حركة لأعضاء المنظمة من الاراضي الفرنسية باتجاه تركيا.
هل بقي لنا أن نعيد ونكرر ونمسح الدفترعشرين مرّة ونكتب مجدداً ...إنها مجرد منظمة تباع وتشترى؟!