المنبرالحر

ادانات لاتصل الى نتيجة داعش الحقيقي / د.محمود القبطان

اثار الهجوم على مقر اتحاد الادباء في ساحة الاندلس موجة من السخط والادانات لما قامت به مجموعة من القوى العسكرية الملثمة من عمل مشين ضد الاتحاد واعضائه وعماله لابل حتى ضد القوة المكلفة بحمايته. يعيش العراق في ظل فرق مسلحة لا احد يعرف من يمولها ويحرضها ومن يرسلها. انها قوات امنية ميليشياوية لا جدل فيه حيث تسيطر هذه القوى الغير منضبطة على الشارع وتفرض التقاليد التي تراها مناسبة لها وعدم احترام اي خصوصيات لاتحاد ادباء او غيره. اذا كانوا يريدون احترام شعائر رمضان فهل هذه الشعائر تسمح لهم بضرب واهانة وشتم من تواجدوا في المقر؟ أي دين وافكار تحملها هذه المجاميع ؟غياب القوانين الحقيقة لحماية الشعب ادى وسوف يؤدي الى هذه الفوضى. في 25 شباط 2011 ،وفي فترة انعقاد مؤتمر القمة العربي في بغداد وما رافقها من احداث وهجوم واعتقال لابل قتل احد الاعلاميين ما هو إلا دليل على غياب الدولة وانتشار الفوضى على ميليشيات غير نظامية وغير منضبطة. لقد قال احد الاسلاميين السياسيين في البصرة، اسلامي ما بعد ال2003،سوف لا اسمح لقنينة بيرة تدخل الى البصرة، في حين البعض من القوات الامنية التي كانت تحرس بعض الاماكن هناك تأخذ الرشوة والشراب المجاني للسماح في البيع، ولكن عقدة الاسلاميين الجدد هو الكحول لكن ماذا عن سرقة اموال الدولة وبالملياردات وتهريبها الى خارج الوطن؟ هل الدين يحلل سرقة اموال الشعب ويحرّم "المنكر" فقط؟ هل التقاتل بين مجاميع الميليشيات من اجل السلطة والمال حلال في دينهم الجديد؟ هل هم يقومون مقام الله في الارض؟ اذا كان نعم ماذا سوف يقوم به رب العالمين في يوم القيامة؟ هل السب والتلفظ بالكلمات النابية حلال وهم صيام عن الاكل وشرب الماء ماذا بقى من صيامكم ايها "الابطال"؟داعش تحتل الوطن وانتم لم يبق في همكم غير الهجوم على اهل الكلمة الوطنية والذوق الرفيع ومن يساند قواتنا في قتالهم ضد ارهاب داعش ومن يتغنون بانتصارت الجيش على جبهات القتال مع الارهاب الدولي الداعشي. هل تعتقدون في عملكم هذا، ومن ارسلكم، ان العراق سوف يحترم من قبل دول العالم؟ الم ترون لماذا لا يعطون فيزة دخول سياحية لمواطنين عراقيين الى دول تحترم مواطنيها؟ الم يخطر في بالكم لماذا لم تستطيعوا ان توفرا ابسط الخدمات الى شعب اصبح اكثر فقرا وانتشرت فيه الجريمة المنظمة دون ان تحركوا ساكنا؟ هل حاسب نفسه من ارسل هذه القوات الغاشمة لتعتدي على اصحاب الكلمة؟ ايهما اخطر على الدولة اتحاد الادباء ام ارهاب داعش ومفخخاته وعبواته الناسفة في كل العراق؟ انكم تعيشون العصور ما قبل الوسطى. لقد فات زمانكم منذ فترة وما تبقى لكم منه الا قليل القليل. بالامس كانت اكثريتكم تلبس الزيتوني واليوم العمائم ولبس الخواتم واطلاق لحاكم المحددة بالخيط ووصلتم الى البرلمان لتروا كيف يجوع الشعب ويموت النازحون وانتم تسافرون بين الدول لوضع اموال السحت الحرام في بنوك الدول التي تتوسلون اليها بالسماح لكم بدخولها. جل اوقاتكم تتنابزون بالكلمات النابية في البرلمان وضرب الاحذية بوجه بعضكم والضرب المتكرر بينكم من اجل قانون قد لا تتفقون عليه او بسبب حزازية شخصية . لكنهم تتفقون وبدون غياب وسجال عندما تصوتون على رفع رواتبكم ونثرياتكم من اموال الشعب .
واخيرا كل الادانات والوساطات عبر افراد التي حصلت للوصول الى رئيس الوزراء والى رئيس الجمهورية وآخرين لا تفيد ولا تحل المشكلة مالم يقبض على المجموعة "الاسلامية" العسكرية التي هاجمت اتحاد الادباء وتصرفها الارعن وليس بالتحقيق معهم فقط وينتهي الاعتداء المعيب بأرسال باقة ورد أو وصول ضابط بدرجة كبيرة ليعتذر وانما ادانة المسببين عبر القضاء العسكري وادخالهم السجن ليكونوا عبرة لمن يريد تكرار مثل هذه الاعتداءات التي تنم عن حقد لفئة الادباء وكرههم للكلمة والشعر الجميل وبدون عقاب هذه المجموعة وهي معروفة للقوات الامنية سوف تستمر الاعتداءات على المواطنين لانهم فوق القانون ولانهم داعش الداخل بكل ما تعنيه الكلمة.