المنبرالحر

لانه بيت العراقيين ومنار الثقافة والتنوير..مسلسل الاعتداء على اتحاد الأدباء لم يصل حلقته الأخيرة بعد

بغداد/ حسين رشيد*
لم يكن الاعتداء على اتحاد الادباء والكتاب يوم الاربعاء الا دليلا واضحا واكيدا ان الاتحاد وما يمثله من ادباء وكتاب وشعراء ومثقفين ومبدعين يسير في الاتجاه الصحيح ، اتجاه محاربة القوى الظلامية ونشر التنوير والثقافة الوطنية الديمقراطية ويقاتل مع ابناء الشعب في جبهة واحدة ، ضد الظلم والارهاب والفساد والتخلف، هذه الجهات التي اعتدت على مقر الاتحاد بدون مسوغ انما هي نفس الجهات التي سبق ان اعتدت على الاتحاد وعلى المتظاهرين في ساحة التحرير وغيرها من الاماكن التي تغيضهم وتكشف عوراتهم. وربما لم يكن الاعتداء الاخير في ظل الفوضى التي تعم كل مفاصل الحياة العراقية، لكن لابد من اتخاذ موقف وطني ثقافي موحد لاجل منع تكرار تلك الاعتداءات على اتحاد الادباء و بقية الاتحادات والنقابات المهنية والابداعية او منظمات المجمتع المدني.
بعد نشر بيان اتحاد الادباء في وسائل الاعلام لم تتوقف بيانات الاستنكار والادانة التي تصدرت صفحات التواصل الاجتماعي وخاصة موقع الفيسبوك، فقد ندد الكثير من الادباء والمثقفين بهذا الفعل غير المبرر، وبالطريقة السوداء التي جرى بها حين حين دخل قرابة 50 مسلحا الى بناية الاتحاد وعبثوا بمحتويات القاعة الثقافية والاعتداء بالضرب على العمال البنغال واخذ هواتفهم وامولهم التي سهروا اياما وليالي من اجل اعانة اهلهم الفقراء. الروائي والاعلامي زهير الجزائري تعجب ، هل Swatمعنية بنوعية الذين يدخلون اتحاد الأدباء ؟ ،هذا الهجوم على أعضاء الإتحاد وعلى المثقفين عموما . اما الباحث والكاتب عقيل الناصري فقد ذكر: على كل قوى اليسار والتقدم استنكار هذا العمل المشين وعلينا تبني حملة الاستنكار .. انهم ظلاميون .. انهم قتلة النور والابداع .. اليوم رسالة تخويف وغدا سيكون في وضح النهار . انها الفعلة النكراء .. الشاعرة سلامة الصالحي تساءلت تركوا داعش ومافيات البنك المركزي والفساد واستقووا على اﻻتحاد...هل هذه رجولة وطنية. مبدية اسفاها على ما حصل ويحصل في البلد من فوضى وهرج.
اما الشاعر والمترجم سمير الصائغ: لايسعنا إلا ان نقول طبعا ولانستغرب ولا نستشيط غضبا وتعجبا إن هذه هي بداية مظاهر سيادة الجهل والتخلف فحين تحكم المؤسسات والوزارت واﻷحزاب شخصيات لاتستطيع إكمال سطر دون خطأ إملائي او لغوي وحين يظهر علينا من يعلن عن نفسه(اﻹعلامي! ؟) بربطة عنق بحجم بطيخة صغيرة ويكتب لكن هكذا لا....كن فحتما ستؤول اﻷمور الى تحطيم وإزالة كل ماله علاقة بالثقافة والوعي والحضارة والتقدم هم يريدون بلدا همجيا أميا حتى يسود الجهل ويكمم العلم واﻷدب ليلفظا أنفاسهما اﻷخيرة . اما الشاعر والمترجم ئاوات حسن أمين فقد أستنكر بشدة .. ماقامت به هذه القوى الظلامية حسب تعبيره وآلاتية من القرون الغابرة ، بأعتداء آثم على مقر الاتحاد العام للادباء والكتاب في العراق .. الصرح الحضاري الوحيد الباقي في بغداد العاصمة مع الأسف .. قبلة للادباء ، ومكاناً للأقلام الحرة الشريفة . أستنكر الحدث والحادثة بشدة ،، وأرجو من جميع منظمات المجتمع المدني .. الوقوف وقفة مشرفة مع الاتحاد .. وعلى وزارة الثقافة وبشخص وزيرها الأخ فرياد رواندزي .. أخذ موقف جدي وعدم الاكتفاء بالتفرج .. لرد الاعتبار للصرح الحضاري ،، وأخذ الوعود الصادقة بعدم تكرار الحادث .. لكي لا تكون بغداد قندهار .. وأسفي على ما آل أليه البلد .
اعتداء وحشي
الاعتداء على مقر اتحاد الكتاب اهانة غير مسبوقة للثقافة العراقية ارتكبتها جهات معروفة بالاسم يتخوف كثيرون من تسميتها لكنها تعبث وعبثت سابقا بأمن وتلاحم المجتمع العراقي، وهي لا تقيم وزنا للقانون ولا لحياة مدنية مسالمة لأن وجودها مرتبط بالفوضى التي تحكم العراق اليوم، وهي تعتاش في ذات الوقت على وجود حركات ارهابية مماثلة كما داعش وغيرها، وجهات اسلاموية كاذبة مدعومة رسميا تضيق بأبسط فسحة للحرية وتعدد الرأي مثل اتحاد الكتاب والادباء العراقيين، لا تكفيهم انهار الدماء البريئة التي تسيل بل يريدون دفن الحياة تحت ركام السلاح والقتل والترهيب. الثقافة العراقية اليوم مهددة بعمق أكثر من أيما وقت سابق تحت هيمنة الظلاميين المسلحين الذين نهبوا مليارات العراق وتعاملوا باستهانة مع حيز المواطنة العراقية واللحمة التاريخية للبلد، وما جرى مؤشر خطير جدا لما يخطط له مستقبلا.
ليس المشهد غريباً
ليس غريبا ان نرى الاعتداءات تتكرر على اتحاد الادباء الذي اصبح عنوانا لثقافة الحداثة وحامل لواء الديمقراطية, بصفته اخر قلعة لامل الامة العراقية في حياة تتعدد فيها الاثنيات والتوجهات السياسية والتعايش بين مكونات الشعب بكل تفاصيلها, وهذا الواقع المصغر لوجود افتراضي ممكن الحدوث يسبب حرجا لسقوط مفهوم الدولة المدنية الذي دمرته تلك الجهات, وهي تعي جيدا ان هذا مكون الاتحاد الديمقراطي وهو نهاية المطاف بعد نهاية الصراع الطائفي مستقبلا, لذلك فان تكرار الاعتداء على هذا الامل وروح المجتمع يعني بما لا يقبل الشك , ان التناحر الطائفي يعيش اسوأ مراحله التي تقدم لنا صورة عن الحياة التي يمكن ان نعيشها في ظل حكومة طائفية قائمة على اساس إهانة المواطن وتدمير فرصة الحرية الاخيرة, وهي بذات الوقت تقدم رسالة لكل مثقف عراقي تقول ( لا تكن سمكة صغيرة كي لا تأكلك السمكة الكبيرة ).
سيسجل ضد مجهول
في وقت يمر العراق بظروف مرعبة أمنياً وسياسياً ومادياً وفي هذا الوقت نفسه يقف فيه المثقفون العراقيون المبدعون ، الكتّاب ، الفنانون ، المسرحيون ، الشعراء عبر الكلمة والموقف والفعل مع الجيش العراقي ، الحشد الشعبي ، البيشمركة الذين يقاتلون أعداء الحياة الدواعش ، وينتصرون من أجل عراق متحضر ، متحرر من الفاسدين واللصوص والقتلة والظلاميين .
في وقت كهذا يتعرض صرح ثقافي لهجمة وحشية من قبل مسلحين معروفين في الهوية والإنتماء ، مسلحون بسيارات الدولة وبملابس عسكرية يقتحمون مقر إتحاد الأدباء بطريقة وحشية تدّل أن (فرسانها) هم من أصحاب الممارسات، هذا الإعتداء ليس الأول ولن يكون الأخير فهو أي الإعتداء الوحشي خطوة من خطوات، أو بروفة من بروفات الواهمين لبناء دولة التديّن المتخلف والظلامي .ومن المؤكد أن الحكومة لن تتخذ أية إجراءات حازمة تجاه هؤلاء المعتوهين الظلاميين فيما اذا تشكلت لجنة للتحقيق فسوف تبدأ وتنهي عملها بصيغة تسجل الجريمة ضد المجهول ، وهذا الأمر أصبح معروفاً في أخطر الجرائم التي أرتكبت وسوف ترتكب في العراق حيث الوزراء والنواب والاحزاب السياسية مشغولة في تناحراتها البائسة والغادرة .
استنكار واستهجان
وزارة الثقافة استنكرت الاعتداء الذي تعرض له الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق مساء الأربعاء إذ اقتحم مسلحون مجهولو الهوية المقر بعد أن أغلقوا الشارع بسيارتهم وعجلاتهم، ودمروا وعبثوا بأثاث الإتحاد، كما قاموا بالاعتداء بالضرب على بعض العاملين. واضاف بيان صادر عن المكتب الاعلامي للوزارة وفي الوقت الذي نطالب الجهات الرسمية بالتحقيق في الحادث والكشف عن هوية الفاعلين، نعلن وقوفنا إلى جنب الاتحاد الذي يعدّ رمزاً من رموز الثقافة في العراق.
كما ندعو الجهات المختصة إلى إتخاذ الإجراءات اللازمة لتوفير الحماية لمثقفي وأدباء العراق والقيام بمسؤولياتها لعدم تكرار وقوعها ثانية.
الى ذلك قال اتحاد ادباء البصرة على لسان رئيسه الشاعر كريم جخيور: في الوقت الذي يحتشد الأدباء كلمات مضيئة في دعم القوات المسلحة بصنوفها كافة وحشدنا الشعبي المقدس في قتالهم البطولي من اجل طرد الارهاب متمثلا بعصابات داعش واخواتها تقوم جماعة ضالة ولا تقل ارهابا وعدوانية بالاعتداء على مقر اتحاد الادباء والكتاب في العراق / المركز العام الذي يمثل عصب الثقافة في العراق عبر تأريخه الطويل واقتحامه والاعتداء على الحرس الحكومي من افراد الشرطة. ولهذا ندين ونستنكر هذا الفعل الاجرامي الجبان وندعو الحكومة برئاساتها الثلاث ان تفتح تحقيقا ومعاقبة المجرمين والمتطاولين على اتحادنا اتحاد الجواهري الكبير . ويخطئ من يظن أننا عزل ففي قلوبنا حشود من النور وفي بنادقهم كتائب من ظلام.
بدوره استنكر اتحاد الأدباء والكتاب في محافظة كربلاء المقدسة، العمل الذي قامت به مجموعة مجهولة وذلك بالاعتداء على الكيان المعنوي والمادي لكل الثقافة العراقية ،متمثلة بالاتحاد العالم للأدباء والكتاب العراقيين، وقال رئيس الاتحاد الشاعر عمار المسعودي: هذه المؤسسة التي ظلت ومازالت تضع قضية الوطن نصب عينيها، وفي مقدمة أهدافها، في الوقت الذي يخوض به البلد بكل قواه، الخيرِّة معركته المقدسة، ضد ابشع هجوم، بربري غاشم ، مطالبين الدولة بكل مفاصلها، كشف هذه المجموعة وتقديمها الى العدالة ، لنثبت اننا بلد متمدن يؤمن بالقانون سبيلا، لتحقيق دولة العدالة والأمن والسلام .
كما نددت رابطة مصطفى جمال الدين الادبية في محافظة البصرة / بالاعتداء قائلة : في الوقت الذي يتعرض به عراقنا الحبيب لهجمة ظلامية شرسة من قبل قوى الشر والإرهاب فتنتفض قواتنا المسلحة البطلة وحشدنا الشعبي لمقاتلتهم وخلفهم كل الادباء والمثقفين ، تقوم فئة ضالة خارجة على القانون باقتحام مقر الاتحاد العام للادباء والكتاب في العراق مساء الاربعاء الموافق ١٧حزيران ٢٠١٥م والعبث بممتلكاته والاعتداء على رجال الشرطة المكلفين بحمايته ، وما هذا الفعل الجبان إلّا اعتداء صارخ على الثقافة والمثقفين وعلى القيم والحريات .
لذا تدين وتستنكر رابطة مصطفى جمال الدين الأدبية هذا الاعتداء الآثم وتطالب الحكومة برئاساتها الثلاث بملاحقة ومعاقبة المجرمين وايقاف مثل هذه الممارسات المسيئة لمجتمعنا العراقي ، وجعل السلاح بيد الدولة للحفاظ على هيبة الدولة العراقية.
كشف الملابسات
النائب جوزيف صليوا سبي عن كتلة الوركاء الديمقراطية طالب اللحكومة ومجلس النواب بحماية ارواح الناس وحصر السلاح بيد الدولة.
وقال صليوه في بيان صجفي : اننا اذ نستنكر هذا العمل غير المبرر بكل الاعراف والمعايير ، نعلن تضامننا مع الادباء والكتاب ، وكل المثقفين العراقيين ونجدد دعمنا لهم في توفير الاجواء المناسبة لمزيد من الابداع ، وفي ذات الوقت فأننا نطالب الحكومة ووزارة الداخلية بالتحرك فوراً لكشف ملابسات الحادث وتقديم العون والدعم الامني لمقر الاتحاد واعضائه، كما ندعو وزارة الثقافة الى الوقوف مع الادباء واستنكار هذه الفعلة الجبانة واتخاذ قرار منصف للادباء والمثقفين في اجتماع مجلس الوزراء المقبل.
ومن جانب اخر نشدد على اهمية رفع مستوى قدرة قواتنا الامنية في حماية ارواح العراقيين جميعاً وان يصار في نهاية المطاف الى حصر السلاح بيد الدولة كونها الوحيدة المسؤولة عن هذا الامر والتحرك الجاد والسريع لايقاف اية محاولات مسيئة مستقبلاً ، فهي خطر حقيقي على سيادة القانون وهيبة الدولة.
تظاهرة استنكار
ونرى ان مجلس النواب مطالب باستنكار هذا الحدث المخل بالامن العام والاسراع في اقرار القوانين التي من شأنها حفظ كرامة المثقفين والمبدعين وتشريع قوانين تصون الحريات وحق التعبير والنشر والوصول الى المعلومة كونها الضامن لحرية العمل المدني والابداعي.
وسط شارع المتنبي اقام اعضاء الاتحاد العالم للادباء والكتاب بتظاهرة استنكار وادنة للاعتداء تقدمهم رئيس الاتحاد فاضل ثامر وعضو المكتب التنفيذي حسين الجاف الذي ذكر: اليوم وقفنا احتجاجا في شارع المتنبي على الاعتداء الذي تعرض له مقر اتحاد الادباء والكتاب العراقيين في ساحة اﻻندلس اعرق منظمة ثقافية واشهر منظمة من منظمات المجتمع المدني في العراق لقد قلنا في احتجاجنا على المجموعة المسلحة التي اقتحمت اﻻتحاد بملابس عسكرية والجبش العراقي البطل منهم براء قلنا لهم لن ترهبونا ولن تصبح بغداد قندهار ثانية.
اما الشاعر والباحث بولص الاشوري فقد قال : اﻻستنكار وحده لايكفي وانما صرخة قوية كالعاصفة تندفع من المثقفين في شوارع العراق احتجاجا على هذه الجريمة التي تستهدف الفكر والثقافة والجمال وعلى حرية اﻻنسان،حان الوقت لنجعل من اقلامنا مشاعل لمحاربة الطائفيين والمذهبيين اعداء العراق الذين يحاولون تمزيق نسيجه الوطني بتسميات طائفية بغيضة تخدم سياسة اميركا واعداء العراق..
الروائي لميس كاظم كتب : اعتداء سافر على اتحاد الكتاب والاعضاء الموجودين وانتهاك مقره بطريقة همجية ينفذها رجال العسكر يعبر عن سياسة منفذيه، الغريب بالامر انه لم يستنكر الاعتداء الغاشم لا نواب ولا وزراء ولا مؤسسات إعلامية ولا سلطات القضاء ولا السلطةالتشريعية.
كما تقدم عدد من المثقفين العراقيين بمشروع توقيع رسالة توجه الى السيد رئيس الوزراء حيدر العبادي جاء فيها: تعرض مقر اتحاد الادباء ببغداد الى غارة بقوة مسلحة، قوامها 50 رجلا، بملابس عسكرية سوداء، وهو هجوم حربي بالمعنى الحرفي، واكتساح على طريقة العصابات: تحطيم الاثاث، مصادرة اجهزة التلفون، وتفريغ جيوب الحاضرين، وضرب الحاضرين.
هذا اعتداء على الثقافة، مادة ورمزاً، وفلتان ينذر بالشؤم، واستثمار اهوج للرمزية المقدسة- شهر رمضان- لارتكاب افعال مدنسة. نحن الموقعين ادناه ندعوكم الى التحقيق الفوري، وضبط الفاعلين، واحالتهم ومصادرة اسلحتهم، واحالتهم الى القضاء.
السكوت عن هذا العدوان سيقضي على كل بشارة توسمها المثقفون ببداية جديدة تقوم على التزام القانون، ما يفقد حكومتكم اي احترام، من اصغر الى اكبر مثقف.
* المدى 2015/6/19