المنبرالحر

أحلى خبر / ابراهيم الخياط

قدّم اللورد نورثكليف عام 1865 تعريفا للخبر لعله أقدم تعريف في مفهومه الليبرالي، اذ قال: «الخبر هو الإثارة والخروج عن المألوف، فعندما يعضّ كلب رجلاً، فليس هذا بخبر، ولكن عندما يعضّ رجل كلباً، فهذا هو الخبر».
ومنه قرأت في الأخبار، أن أصحاب مزارع الدواجن في بريطانيا يعانون صعوبة في العثور على راغبين للعمل بوظيفة «عادية» دخلها السنوي أكثر من 60 ألف دولار، ولكنها من جانب آخر «مقززة».
وبحسب صحيفة «ديلي ميرور» البريطانية، فإن هذه الوظيفة تنطوي على اكتشاف «الاختلافات الضئيلة» في شكل وحجم الأعضاء التناسلية لفراخ الدجاج، لتحديد ما إذا كان الفرخ ديكا أو دجاجة، ويتطلب الأمر قضاء 12 ساعة يوميا في التحديق بمؤخرات الدجاج ليتم التعرف ومن ثم التخلص من الذكر لأنه «غير منتج» للبيض.
ومن التعريف ذاته، قرأت خبرا نقلته وسائل إعلام يمنية وعربية أن حماراً تملكه عشيرة «مكابس» أقدم على اغتصاب حمارة/أتان تملكها عشيرة «معابس» في الهواء الطلق، الأمر الذي دفع صاحب الحمارة إلى ضرب الحمار، وهو ما أجج غضب بني «مكابس» ودعاهم إلى التجمع والاعتداء على الرجل صاحب الحمارة.
وتطور الأمر في ما بعد بين العشيرتين إلى حدّ استخدام الأسلحة النارية والقنابل اليدوية، ما أدى في النهاية إلى سقوط 15 شخصا من العشيرتين بين قتيل وجريح.
ومن النوع الليبرالي للخبر أيضا، قرأت أن جنديا بريطانيا صنع قرطاً من عظم فخده بعد أن فقد ساقه اليسرى خلال إحدى المعارك. وبحسب صحيفة «الديلي ميل» البريطانية، فإنّ الجندي تعرَّض لإصابة في 7 تموز عام 1916، وحين كان يتعافي من إصابته، استخدم قطعة من عظم فخده لصنع حلية غريبة من المجوهرات ليهديها إلى حبيبته.
ولا تزال القطعة الفنية النادرة محفوظة إلى هذا اليوم في جامعة ويلز، جنباً إلى جنب صورة الجندي وباقة من رسائل حبّ بعث بها آنذاك. ومن أخبار الإثارة والخروج عن المألوف، شاهدت مقطع فيديو غريب، فعادة تتعطّل سيارة ما في الثلج ويأتي أشخاص للمساعدة على تحريكها، لكن أن نشهد ذلك على طائرة فهذا ليس بالمشهد المألوف.
موقع أندبندنت البريطاني نشر فيلما لركاب طائرة يحاولون جرّها حين علقت بمطار في روسيا اثر تعطّل مكابحها، فقاموا بتقديم المساعدة سريعاً، وكانت الحرارة خارجاً 52 درجة تحت الصفر بيد أنهم استطاعوا تحريك الطائرة التي أقلعت بسلام.
ولكن هذه الأخبار كلها تتقزم، وفقا للتعريف، عندما تعلن «السومرية نيوز» قبل يومين أن مواطنا من البصرة ابتكر طريقة علمية تضمن تشغيل ثلاجتين ومجمدتين وبراد ماء بأقل من أمبيرين. نعم، تتقزم الاخبار، فلو كان اللورد البريطاني حيّا لتلاعب بتعريفه آنف الذكر لان هذا الخبر لا يعضّ بل يثلج قلوب المسؤولين الخائفين من التظاهرات.