المنبرالحر

ادانة / فريد جلَو

صمت مريب يلف اجهزة الاعلام العراقية والمعنية بالشأن العراقي , الفضائيات والصحف والمجلات , صمت مريب تلتحف به الاحزاب والكتل السياسية والبرلمان ومؤسسات المجتمع المدني الا ما ندر , هل هو الخوف ؟ ام هو التشفي ؟ ام التقية واجبة؟
أدينهم لانهم صامتون امام ما يحدث وما حدث بالأمس بالذات من اقتحام مقر اتحاد الادباء من قبل قوة بزي عسكري مجهولة الهوية والعبث بمحتويات هذا الأتحاد العريق الذي يمثل تاريخ وحاضر ومستقبل ثقافة العراق.
ايها السادة العازفون عن التضامن , انها حلقات متواصلة , فبالأمس القريب اُقتحم دار الأستاذ الفريد سمعان وعبثوا بمحتوياته وايضا محاولة حرق دار عضو مجلس محافظة المثنى الدكتور غازي الخطيب وقبلها محاولة اقتحام جريدة الصباح الجديد والاقتحام الفعلي لجريدة "طريق الشعب" , وما زالت في الذاكرة المئات من اسماء الشهداء المفكرين والكتاب والصحفيين , لن ننسى اغتيال نقيب الصحفيين السابق واعقبه اغتيال قاسم عجام واطوار بهجت وهادي المهدي وكامل شياع والقائمة تطول ... انهم لا يستطيعون التسيد على المجتمع الا بالتخلص من هذه العقول النيرة ولم يقتصر الامر على الادباء والفنانين والمثقفين والسياسيين بل تعدى الى الاطباء , انهم يريدون ان يحكموا العراق ويريدونه جاهلا , يريدون شعبا ينساق وراء طائفيتهم , يتقاتل كي يعيشوا هم , ولكن بغداد لن تكون قندهار والعراق لن يكون افغانستان , هيهات .
وانا اكتب وأدين الصامتين يحضرني قصة رواها احد الكتاب الألمان في العهد النازي , قال : كنت اسكن في بناية تضم عوائل متعددة وبعد تسلط النازيين جاء الجستابو ( قوات الامن ) ليعتقل احد سكان البناية , وقيل آنذاك انه شيوعي وعدت الى قرطاسي وقلمي وكأن شيئاً لم يحدث , وجاءوا بعد اسبوع ليعتقلوا يهوديا , ولأني كنت مسيحيا علمانيا واتقاطع مع فكر الشيوعيين جعلني ذلك انام مطمئنا على حياة ومستقبل المانيا , وبعد عدة اسابيع طرقوا بابي وفورا وبدون نقاش تم اعتقالي واقتيادي الى مقر الجستابو بحجة كوني اكتب روايات تؤلب الجماهير على الحزب النازي وهتلر وانا البريء عند ذاك ايقنت انهم يجتثون من المجتمع كل من يفكر بشكل مستقل عنهم .
وكما قال المقبور صدام : لا نريد رجالا تفكر وتنظر , نريد رجالا تعمل فقط فنحن الذين ننظًر كما اردف في مناسبة اخرى انه هو الذي يضع القوانين وهو القادر على تغييرها والقوانين التي يضعها مطاطة!