المنبرالحر

مَنْ يَتحَسَّسَ جَيْبه؟! / يوسف ابو الفوز

في لقائنا الدوري، في بيت صديقي الصدوق أَبُو سُكينة، كانت سُكينة قد اثارت حديثا حول ارتفاع الاسعار، والتدهور في اسعار الصرف، وكررت بأن القضية لا علاقة لها فقط بحلول شهر مضان، وان هناك دورا للمافيات والفساد والمضاربات وأيضا بعض القوى السياسية التي تستغل ذلك من خلال علاقاتها بالبنوك الاهلية. وقد أيدها جميع الحاضرين، وأضافوا أن الصراع بين الكتل المتنفذة، بل والصراع داخل بعض هذه الكتل وارتباطاته الاقليمية، هو أحد اسباب تدهور الاوضاع في البلد. قال جَلِيل: في الوقت الذي تخوض فيه القوات الامنية العراقية، بكل تلاوينها واختلاف صنوفها صراعها المسلح والمشرف ضد عصابات داعش الاجرامية، تجد ان هناك من يواصل صراع التصريحات النارية والمنابزات المعيبة، أو يقوم بأفعال غير قانونية تصب في تعقيد اوضاع البلد أكثر فأكثر. ووصل بنا الحديث الى حادث الاعتداء على مقر الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق وكيف ان مجموعة مسلحة، وكما افاد بيان الاتحاد، «يقدر عددها بخمسين شخصا يرتدون ملابس عسكرية سوداء وتقلهم سيارات مدنية قاموا بغلق شارع ساحة الأندلس واقتحام البوابة الرئيسة للاتحاد لأن البوابة الثانية مقفلة لغلق النادي الاجتماعي منذ يومين احتراما لشعائر شهر رمضان»وان المجموعة المسلحة «قامت باحتجاز الحمايات الرسمية المخصصة لحماية الاتحاد من قبل وزارة الداخلية وتجريدهم من سلاحهم مع ضابطهم المسؤول واقتحام غرف وقاعات الاتحاد والعبث بها وتكسير الكثير من أثاثه والاعتداء على العمال البنغاليين المكلفين بأعمال تنظيف الاتحاد وسرقة نقودهم وموبايلاتهم». ومن حزم الصحف التي صحبتها معي، استعرضت للحاضرين بيانات الادانة للحادث التي صدرت وتداولتها وسائل الاعلام وصفحات مواقع التواصل الاجتماعي، وطالبت بالتحقيق الفوري بالحادث الذي وُصِف مرتكبوه بالخارجين على ال?انون، وتحدثت عن الوفود الرسمية التي وصلت بناية الاتحاد مستنكرة، فهذا الحادث اثار انزعاج ابناء البلد المخلصين، فاقتحام مكانا يعتبر رمزا للمثقفين العراقيين، وهو مؤسسة مستقلة، يعتبر تجاوزا على هيبة الدولة. كنا نتحدث ونعبر عن غضبنا بعبارات مختلفة، وكان صديقي الصدوق أَبُو سُكينة، ساكتا، وكأنه ليس معنيا بما نقول، مما اثار انتباه جَلِيل فسأله : يبين ما عاجبك ما تسمع؟ انتفض أَبُو سُكينة واستدار لنا بكل جسمه محتجا : وشلون تريدون ان يعجبني هذا الذي يحصل بالبلد، والجميع من أدان وتضامن ونقل الخبر يسميه اعتداء؟! وبكل قوانين الارض والسماء ان الاعتداء مخالف للقانون والاخلاق ومشين ومعيب! لكن الذي ما عاجبني ان بعض البيانات تسمي المعتدين بـ «المجهولين». وانا اعتقد ان المعتدين معروفين وحق شهر رمضان الكريم .. معروفين وكلش زين لكل انسان عاقل .. ان الثقافة ــ يا جماعة الخير ــ تنّور الناس، تفتّح عيونهم على مساوئ حكومات المحاصصة وكونها اساس البلاء لوجود من يسرق البلد عينك .. عينك . ليش ما تتذكرون سالفة الجنرال الفاشي الهتلري الذي قال اذا سمعت كلمة ثقافة أتحسس مسدسي ... بهذا الزمن للاسف، في عراقنا، يوجد ناس، وبحجج مختلفة، تنصب من نفسها أوصياء على الناس وسلوكهم وافكارهم، وهؤلاء من يسمعون كلمة ثقافة يتحسسون ... جيوبهم أولا ثم مسدساتهم!