المنبرالحر

لماذا يتم استهداف مقر اتحاد الادباء ؟ / عادل الزيادي

ان المؤسسات الثقافية والمدنية التي من خلالها يستطيع البلد الولوج الى البوابة الحضارية العصرية التي تنعم بها الشعوب المستقرة وبدون هذه الواجهة تبدو البلاد ككائن تائه في صحراء لايقوى على تحديد اتجاهه ، كما وان مسؤولية الحفاظ على هذه الكينونة هي بالتاكيد جزء من مهام ومسؤوليات الحكومة لانها المنبر الذي يرسم الخارطة الثقافية للبلد ، ولهذا نتساءل لماذا يستهدف اتحاد الادباء ثانية وبذرائع واهية ؟ هل هناك نية لمزاولة سياسة ( تكميم الافواه ) او ان الآخرين يرون ان من لا يشرب من انائهم فهو يعارضهم ، والكثير من التساؤلات تطرح وتفترض الاجابة الصريحة ، ولربما هناك من يرى ان من واجبه ان يضع الحكومة في موقف محرج حتى يظهر عجزها الامني والعسكري في حماية مؤسساتها وبلاشك فان هذا العمل لا يختلف عما يهدف اليه الارهاب.
من الحكمة والانصاف ان نقول ان الاتحاد ومن خلال مسيرته لم يتلكأ يوما في تبني مصالح شعبه ثقافيا كحراك وفعالية ونصرة وما يقدمه الان جدير بالتقدير فهو يصنع من الكلمة رصاصا يصوب الى صدور الداعشيين والارهابيين ومن يتعاطف معهم حتى بلغت الامور ان الارهاب وضع الكلمة الحرة والقصيدة الثائرة في اولويات اهدافه لإسكاتها ، وطبيعي ان بعض القوى لا تستطيع ان تتحمل خطابه الفاضح لسياسات الفساد والطائفية والاتجار بالبلد ماديا ومعنويا وتريد ان تجعل الجميع في بودقة واحدة لابديل عنها.
ان الاختلاف بالراي لو جرى باسلوب ودي وعصري لابد ان يكون عاملا هاما في تعزيز البناء وليس في التهديم و القتل والتهجير ، وليس من السليم اطلاقا ان الجميع تنهل من منهل واحد ، ونعود لنقول ان اعتذار السيد رئيس الوزراء عن مداهمة مقر الاتحاد يفهم ان هنالك جهات تسعى لتخريب ما تم اصلاحه ( بالرغم من محدوديته ) وارجاع العملية السياسية الى الوراء قسرا ولكن ماهي مهام من يتبنى التجذير لها؟ بلاشك سيكون الاصرار والتعزيز باي شكل كان والدفع للأمام ولو ببطء ، وان استهداف اية مؤسسة ثقافية لها عمر زمني سحيق كاتحاد الادباء سيزيد من التفاف المثقفين والاكاديميين والشرائح المتنورة الاخرى وتبني مسيرته حيث لابديل عن الاصطفاف مع المشروع الوطني لحماية الكلمة الحرة والثقافة التقدمية التي سننتصر بها على الظلاميين والارهاب وبها نستطيع ان نثبت اقدامنا ونوجه بوصلتنا بالاتجاه الوطني السليم ، والمسيرة مهما بلغت تعقيداتها وتركيباتها فهي بمثابة اختبار للقوى المتنورة في ان تكثف جهودها وتصطف في مشهد واحد لان الثقافة الوطنية هي السبيل الوحيد لانعاش المسيرة الديمقراطية التي يهدف اليها شعبنا .