المنبرالحر

التعامل مع الظواهر / د. ناجي نهر

الظاهرة مصطلح يطلق على ما نراه ونتحسسه من اشكال واحداث جديدة غيرعادية (فكرية وتقنية) يمكن مراقبتها والتعامل معها بعلمية بهدف الاستفادة منها في الاستخدام العام والخاص خدمة لحركة التطور وتقدم الشعوب والحضارات وبناء البديل الحياتي الافضل ... ومن تعريف الظاهرة اعلاه يتأكد لنا ان قراءة الظواهر والتعامل معها والاستفادة منها والتصدي لها فى السلب والايجاب انما يتم على يد مناضلين متخصصين فى خدمة شعوبهم وتطويرها ياتي فى طليعتهم المناضل السياسي حصرا لكونه المناضل الاول الذي جند طاقاته وضحى بسعادته وبحياته وحياة عائلته من اجل خدمة ورقي شعبه ووطنه . ولكون السياسي هو المناضل الاول فى التصدي لبناء الحياة وازدهارها فهو بالضرورة سيكون الطليعة والمعلم الاول لناسه وتعليمهم العلوم عامة وعلم المجتمعات بخاصة. من هنا يمكن الحكم على ان عمل السياسي عمل صالح يفوق باهميته عمل الناس العاديين ،لكونه الاكثر علما ومعرفة بقوانين التطور. ولذا من البداهة ان يتعلم السياسي من قوانين التطور ان لا تغيير او تطوير ايجابي يتحقق بدون ارادة السياسي وجهده المثمر ،وان عملية التطور بقضها وقضيضها واستمراريتها المتصاعدة ستعتمد كليا على آهلية السياسي العلمية وجديته ومدى تعلقه بقضية شعبه والسعي لازدهارها. لذا يمكن الجزم بان عملية التطور بكل ما فيها من تفاصيل معقدة ومحن قاسية هي واجب ومهمة خاصة من مهام السياسي اكثر من غيره لكون التحولات التي تصاحب تطور المجتمعات انما تأتي بقرار سياسي محض. غير ان السؤآل الذي يتردد على لسان افراد المجتمع هو : كيف سيكون حال ابناء المجتمع اذا كان اكثرية ساسته لا يجيدون قراءة الظواهر او تحليلها علميا؟؟!!.. وبخاصة اذا ما عرفنا ان الظواهر متنوعة ومختلفة فى خصائصها واستخداماتها ،وهو ما يضع مهمة علمية اضافية على السياسي تحوله من مواطن عادي الى باحث متقصي لخصائص مجتمعه ومستوى علاقته بالمجتمعات الاخرى والاستفادة من تجاربها التطويرة.. ففي عصرنا المعاش اضحت مظاهرالتقدم السياسية والاقصادية والثقافية هي المقياس الادق لتطور المجتمع ،والمؤشر نحو المنهجية التي يعتمدها ذلكم البلد فى تطوره فيما اذا كانت منهجية علمية او دينية او كليهما معا ،بالاضاقة الى مستوى علاقاته الدولية ومستوى وعي شعبه الثقافي والحضاري. ان معظم المجتمعات المهتمة بمنهجية مراقبة الظواهر الاجتماعية ،باتت تدرس الظواهر الاجتماعية ‏ بزمن قياسي لتيسير عملية التطومستفيدة من تطور الحاسوب ، فتجري تقييم ومسوحات فصلية وسنوية لكل ما هو مهم فى تطوير مجتمعاتها ،كتلك التي تجرى حول الموازنات الاقصادية والثقافية والبطالة واللصوصية وغيرها، بهدف مراقبة ما يجري فى بلدانها من تطورات واتخاذ ما يلزم لمعالجتها.. فالثورة على القديم ضرورة لن تقبل التأجيل حتى للحظة واحدة ومن اولوياتها الملحة [هدم البناء القديم بكل رموزه ومؤسساته وافكاره ] واستبدالها بحكم صالح وامين يتبنى ثقافة جديدة تستجيب لتطور العصر الجديد..