المنبرالحر

يا حلو يا أسمر / ابراهيم الخياط

لثورة 14 تموز أيقوناتها ورموزها وقادتها، وليس عن واحد من هؤلاء سأتحدث، بل أعدّ الشعر والغناء هما خير متحدث ومعبّر عن أية ثورة، اذ لا ثورة بلا شعر وغناء، وسأترك الان الحديث عن الشعر، لأنتقي من الغناء بلبلا غرّيدا هو أحمد الخليل، الذي رحل في31 تشرين الأول 1998 عن 76 عاما، فقد ولد فناننا عام 1922 في دهوك عند المنطقة المتاخمة لتركيا.
يعدّ أحمد الخليل مع عباس جميل ورضا علي, من جيل ملحني خمسينيات القرن العشرين، الذين جددوا وتألقوا، واتسمت ألحانهم بالطابع المديني العصري الذي يختلف عن المقام وغناء الريف، لذا أطلق النقاد على أغنيتهم تسمية «الأغنية البغدادية».
دخل الخليل الإذاعة العراقية عام 1950، ويعدّ مطرب وملحن ثورة 14 تموز وابنها حيث تبناها من يوم انبثاقها، فهتف لها ورددت وراءه الناس: نحن أنصار السلام.. نحن أعداء الحروب، وأنشد باقة من الألحان الوطنية التي لا تزال حية في ضمائر ووجدان أبناء شعبنا، ومنها النشيد الأخاذ: يا موطني .. يا موطني .. أحمي حماك بالدم.
واحمد الخليل هو أول من جسّد الأخوة العربية ـ الكردية في أغنية عندما غنى أوائل عام 1959 أغنيته المشهورة التي ذاع صيتها حتى أصبحت رمزا ومثلا للوطنية العراقية، ألا وهي أغنية (هربجي كرد وعرب رمز النضال).
كان فناننا غزير الإنتاج في التلحين، ويقول النقاد والمعنيون أن ألحانه كانت تتسم برقة الإحساس وعذوبة النغم, وببناء لحني يتسم بالسلاسة, ويضيفون: ومع ما كان يمتلكه من إمكانات صوتية تتسم بالقوة والسعة والعذوبة, إلا انه سعى كمجايليه إلى البحث عن أصوات أخرى تغني من ألحانه, مما دعاه إلى البحث عن هذه الأصوات, ومنهم مائدة نزهت التي قدمها في أغنية (أصيحن آه والتوبة), كما قادته مجسات البحث إلى اكتشاف أمل خضير, ورياض أحمد الذي اكتسب اسمه الفني باقتراح منه, كما أنه اسهم في شهرة وتطور أحلام وهبي.
ومن أغانيه التي غناها بصوته: أنا شسويت يا حبابي هجرتوني، كولولة الكلب يهواك، شبيدج على أمر الله يا روحي، ولفي الغدار، خطاف الكلوب، بين دمعة وابتسامة، هربجي كرد وعرب رمز النضال، يا موطني أفدي حماك بالدم.
أما ابداعاته التي غناها الآخرون فمنها: يا حلو كلي شبدلك لنرجس شوقي، رائعة حسين مردان «يا حلو يا أسمر» واريد الله يبين حوبتي بيهم وحركت الروح لمن فاركتهم وبعيونك عتاب لعفيفه أسكندر، كذاب الاسمر وكالو حلو ويلي تريدون الهوى لمائده نزهت، وسبع تيام من عمري حلالي لأحلام وهبي، وموشح قل للمليحة بالخمار الأسود لراوية.
وفي ذكرى الثورة الغرّاء، نتذكره، ونتذكر حكمة غجرية تقول: الأشرار لا يغنون.