المنبرالحر

هَيْبَةُ اَلدُولمَّة ! / يوسف ابو الفوز

متابعي حكاياتنا في هذا العمود يتذكرون أن أَبُو جَلِيل سمعه ثقيل وبصره ضعيف مما يضعه في مواقف يستغلها صديقي الصدوق أَبُو سُكينة ليمطره ـ ويمطرنا ـ بتعليقاته، مثلما حصل مرة، حين أٌثيرت قضايا إتهامات لطرف سياسي عراقي من طرف أخر، بعضها يتعلق بالارهاب وبعضها يتعلق بالفساد المالي وبعضها بكراسي النفوذ وبعضها بالـ ... ، وحين تصاعدت أصوات تقول أن هذه الأتهامات لا يمكن أن تٌحل سياسيا وبطريقة «بوس اللحى» ــ مثلما يحصل كل مرة ـ ولابد من اللجوء الى القضاء العراقي ووفقاً للقانون العراقي، فأن أَبُو جَلِيل من جانبه وإذ واد أَبُو سُكينة مشغولاً عنه يتابع التلفزيون صاح به : لا تتعب نفسك يا صاحبي، وتفكر بالموضوع، البارحة أبني جَلِيل حكى لي كل التفاصيل وأفتهمتها، هذا الموضوع بالذات قضية بسيطة جدا .. جدا، هي مشكلة سياسية فضائية، يعني ــ وأنت العارف ــ يمكن حلها بتصريح فضائي من أَبُو فلان وتصريح فضائي أخر من أَبُو علان في ساحات الفضاء العراقي وأَبُوكم الله يرحمه !
في زيارتنا الأخيرة، الدورية، لبيت أبي سُكينة، كان الحديث يدور بيني وبين جَلِيل، وبمشاركة سُكينة، عن صعوبات معركة شعبنا العراقي مع مجرمي داعش وخططهم ــ ومن يقف خلفهم ــ في المنطقة، وضرورة توحيد الارادة العراقية لأجل تحقيق النصرالكامل، وأن المصالحة الوطنية باتت ضرورة إذا أردنا بناء عراق ديمقراطي مدني تعددي. وأكد جَلِيل أن المصالحة لا يمكن أن تأتي من طرف واحد وضرورة أن يكون هناك إنفتاح على جميع الأطراف دون إستثناء لاجل أن تٌعاد الى الدولة هيبتها . وخطر لي التذكير بالأعتداء على مقر الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق، وضرورة أن تتوقف مثل هكذا أنتهاكات للحريات العامة والشخصية، وأهمية كشف منفذيها الذين يهددون مستقبل البلاد بأفعالهم الخارجة على القانون ففيها تجاوز كبير وخطر على هَيبة الدولة.
من مكانه عّن لأبي جَلِيل المشاركة فصاح : كلما تتحدثون عن الأعتداء على مقر أتحاد الادباء تذكرون الدولمة ، ممكن تفهموني ما علاقة هذا الاعتداء بهيبة الدولمة ؟
ولم نستطع كتمان ضحكاتنا، التي بدأها جَلِيل، وتلقفها أَبُو سُكينة ووسط سعاله قال : ما حكيت إلا الصحيح يا أَبُو جَلِيل . البعض من القوى السياسية يريدها طبخة مثل الدولمة ... ويوزعها على مزاجه ... الطماطة لطرف والبصل لطرف أخر وهكذا الباذنجان والفلفل وغيره ... والذي يده طويلة وتوصل يأخذ اللحم لنفسه !