المنبرالحر

صيني بسرعة يعطل! / قاسم السنجري


إن الصناعة الصينية تغزو العالم، وخاصة بلدنا العراق، فكل ما تريد من سلع سيصنعها لك الصينيون وبالمواصفات التي تريدها والتي تخضع للمبلغ المدفوع، ونحن العراقيين لنا تجربة مع السلع الصينية الرخيصة ونتهمها بسرعة العطب في حين أن السبب في عطبها السريع هو رداءة صنعها بسبب طلب المورّد الذي طلب تصنيع سلعة مقلدة رخيصة الثمن، كما أن الأيدي العاملة الصينية مشهود لها بقلة التكاليف لذا تلجأ العديد من الدول إلى استقدام عمالة من ذلك البلد أو افتتاح مصانع هناك كما تفعل شركات أميركية كبرى مثل شركة أبل التي تقوم بتصنيع جهاز هاتف الايفون في الصين.
لم استبعد أن يقوم الصينيون بصنع أية سلعة من الابرة إلى الصاروخ وقد فعلوها، ولكن أن يقوم تنظيم إرهابي بالعمل على استقدام مقاتلين صينيين مقابل مبلغ مادي زهيد للمقاتل الواحد هذا الذي لم يخطر في بالي، والأمر الآخر أن تقوم تركيا بتجنيد من تدعي بوجود جذور وصلة قربى تربطها بهم ألا وهم طائفة الويغور الصينية التي تقول تركيا أنها تعاني اضطهادا من قبل بكين!، بل وتقوم تركيا بدفعهم إلى المحرقة التي أشعلها تنظيم داعش. حيث تناقلت وسائل إعلام مختلفة، أنباء عن اجهاض محاولة لانضمام عشرات المسلمين الصينيين إلى تنظيم داعش الارهابي، وليس هذا فقط، بل تحدث مسؤولون أمنيون صينون عن شبكة تجنيد يقدودها دبلوماسيون اتراك تقوم بإقناع الويغور الصينيين بالانضمام إلى داعش ليتم بيعهم فيما بعد بمبلغ ألفين دولار.
لطالما ردد العراقيون على الاجهزة الصينية الرخيصة «صيني بسرعة يعطل»، كذلك يرددون على المقاتلين الويغوريين الذين باعهم الاتراك لداعش مقابل ثمن بخس، وإذ يناضل الصينيون لإعادة الويغوريين إلى بلادهم، فأنهم لم يستطيعوا الصمت إزاء التصرفات التركية في بلادهم التي هي عضو في مجلس الأمن الدولي وتستطيع أن تدعو إلى انعقاده اذا ما رغبت.
اذا تأكد ما قاله الامنيون الصينيون فأن هذه الفعل يعكس مدى خطورة النظام الذي يعتلي السلطة في انقرة ويحلم بعودة سلطنة اسطنبول.
إن الحلم الاردوغاني ينفذه ابو بكر البغدادي، فقضية الخلافة الإسلامية العثمانية ترددت في اوساط حزب العدالة والتنمية التركي قبل أن يتلقفها تنظيم داعش ليعلن خلافته الصيف الماضي في الموصل. كما أن هناك الكثير من الاصوات المعتدلة داخلة تركيا حذرت من وجود تعاون بين حكومة اردوغان وتنظيم داعش، قابله صمت دولي تجاه تحول تركيا إلى محطة استراحة للملتحقين بتنظيم داعش دون أن يواجهوا أي اعتراض أو توقيف من قبل السلطات التركية.