المنبرالحر

قمة السخرية! / مزهر بن مدلول

كلما زاد عدد الفقراء في الارض التي يسكنون عليها ولهم الحق في ثرواتها، فأعلم انّ هناك لصوص جدد لهفوا حصتهم!، وكلما كثر اصحاب العقارات والسيارات المظللة والارصدة البنكية، فأعلم انّ في البلاد من ينام من دون سقف يقيه حر الصيف!، وكلما رأيت مسؤولا يذرف الدموع تعاطفا وتضامنا مع المرضى والجياع ويعدهم بالصحة والخدمات والفرج القريب، فأعلم انه حرامي يحوم حول الجريمة!، وكلما سمعت بكرم الاثرياء وسخائهم الغير محدود في اقامة الولائم بمناسبات دينية او شعبية، فأعلم انّ هناك شريحة من الناس تبحث في القمامة عن كسرة الخبز ولم تجدها!، وكلما رأيت طبقة من الجليد بين الفقراء والاغنياء، فأعلم انّ هناك فساد(لوبي) منظم يعمل على وفق اجندة مدروسة ودقيقة!.
كلما رأيت بلدا تفتك في عقله الأمية والجهل، فأعلم انّ مسؤوليه علموه الطاعة والولاء قبل ان يعلموه حروف الهجاء!، وكلما هاجم العدميون الذين يلبسون النظارات السوداء بيتا من البيوت الثقافية، فأعلم انّ ذلك علامة من علامات الافلاس السياسي والثقافي في البلاد!، وكلما شاهدت اعلاما يلمّع احذية المتسلطين، فأعلم انّ السلطة الرابعة فقدت مهنيتها!، وكلما شاهدت برامج الفضائيات التي تبث على مدار الساعة الاحزان والمآسي والدراما الخاسرة، فأعلم انّ دموع هذا الشعب غزيرة وآهاته عميقة!.
كلما رأيت القتلة واللصوص طلقاء، فأعلم انّ العدل الذي يصفه عمر بن الخطاب (العدل اساس الملك) غائبا وفي خطر شديد!، وكلما رأيت السلاح منتشرا في الشوارع من دون رادع، فأعلم انّ الدولة بلا قانون!، وكلما سمعت متنفذا يندد بالفساد ويهدد الفاسدين بنار جهنم في الاخرة، فأعلم انه واحد منهم ويريد الهروب من عقوبة السجن!.
كلما رأيت الذوات ونساء الذوات وابناء الذوات يستقلون اول طائرة للعلاج في الخارج عندما يلمّ بهم المرض، فأعلم ان شريحة واسعة من الناس تتشرد امام المستشفيات العمومية التي تفتقد الى الشروط الصحية والمهنية، او يذهبون الى اقرب مشعوذ يشترون منه الاوهام والتعاويذ!، وكلما سمعت عن طريقة التعامل مع المريض والاهانات التي توجه له وابتزازه، فأعلم انّ امراض البلد مزمنة وصحته في خطر وقد تؤدي به الى الوفاة في ايّ ساعة!.
كلما رأيت الكبار يتوارثون الاسماء والالقاب الرنانة والمناصب المهمة والمقاولات ترسي على مرافئهم، فأعلم انّ الملايين من ابناء الشعب يتوارثون ملابس واحذية اخوانهم الذين كبروا ولم تعد ملابسهم على مقاساتهم!.
كلما رأيت السياسيين يتسابقون على النجومية والبطولات في الحرب والاعمار وترميم ما تهدم واخراج البلاد من الازمة القاسية، فأعلم ان مصير البلاد على كف عفريت!.
وقمة السخرية:
كلما رأيت مسؤولا يضحك، فأعلم انه سرق فرحة غيره!، وكلما رأيت شعب يبتسم بوجه المسؤول، فأعلم انه يريد ان يفقده متعة الانتصارعليه!.