المنبرالحر

رسالة مستعجلة للسيد رئيس الوزراء حيدر العبادي فرصة لا تضيع لانقاذ العراق وشعبه / حامد الحمداني

السيد حيدر العبادي رئيس الوزراء المحترم:
يجتاز العراق اليوم اخطر مرحلة في تاريخه ستقرر بلا ادنى شك مصيره ومصير شعبه، حيث بلغ السيل الزبا من الوضع المتردي للشعب وحرمانه من الحياة الحرة الكريمة في بلد من اغنى بلاد العالم، بعد ان تسلمت احزاب الاسلام السياسي الحكم منذ الغزو الأمريكي للعراق عام 2003 وحتى يومنا هذا، ولم تقدم للشعب العراقي اي خدمات تستحق الاهتمام، ورغم الموارد الهائلة لمئات المليارات من الدولارات التي ذهبت في جيوب قادة هذه الأحزاب، تاركين الشعب يعيش حالة من البؤس والفقر اوالحرمان من ابسط الخدمات، وفي مقدمتها الماء الصافي والكهرباء دعكم عن البطالة التي وصلت إلى 50% وزاد في الطين بلة تسليم هذه السلطة محافظات الموصل والانبار وصلاح الدين لعصابات داعش الارهابية والتي تمثل اكثر من ثلث العراق، تاركين الملايين من ابناء الشعب لاجئين دون مأوى، ولا خدمات اساسية لإدامة حياتهم، في حين ينعم الفاسدون من وزراء واعضاء برلمان وازلامهم في اجهزة الدولة المختلفة ينعمون بحياة مرفه ويتملكون العقارات في مختلف بلدان العالم، وارصدة تقدر بمليارات الدولارات في بنوك اوربا وامريكا. .
لقد بلغ السيل الزبا ولم يعد الشعب العراق يتحمل المزيد من البوس والفاقة، وفقدان الخدمات الاساسية للحياة الكريمة، ونهضت الروح الثورية في صفوف شبابه وشيوخه، رجاله ونسائه، بعد ان اعياه الانتظار لحد اليأس من هذه السلطة الممسكة بالحكم، فقد ادرك أن أي معالجة لهذه الاوضاع تتطلب عملا ثوريا، بعد ان اثبتت الوقائع ان العملية السياسية البريمرية لا تجدي نفعا، ولا بد من الغيير الثوري، فنزلت جماهير الشعب إلى الشوارع في كافة محافظات القطر مطالبة بالتغيير الحقيقي والجذري. .
وجاءت دعوة مرجعية السيد السيستاني الموجه إليكم للقيام باصلاحات عاجلة وحقيقية لأوضاع البلاد، ومحاسبة الفاسدين في كل أجهزة الدولة من القمة وحتى القاعدة.
السيد رئيس الوزراء المحترم: . إن الظرف الحالي قد قدم اليكم أعظم فرصة قد لا تتكرر لإنقاذ العراق وشعبه إذا شئتم أن يخلدكم التاريخ كقائد لحركة التحرر العراقية من هذه الطغمة الفاسدة، فبإمكانكم اسناد ظهركم إلى جماهير الشعب الثائرة الجبارة، والتي قد عقدت العزم على مواصلة التظاهر حتى سقوط هذه السلطة الغاشمة، ومستندا الى دعم مرجعية السيد السيستاني، ودعوته الصريحة لمحاسبة الفاسدين، وانقاذ البلاد من طغيانهم، ولتعلن القرارات التالية باسم الشعب:
1 ـ حل مجلس النواب، واختيار مجلس استثاري يتكون من مئة شخصية وطنية مستقلة من الأكادميين البعيدين عن احزاب الاسلام السياسي المشاركين في السلطة الحالية، وتنتخب من بين أعضائها رئيسا مؤقتا للبلاد حتى يتم اجراء انتخابات برلمانية جديدة، وانتخاب رئيس جديد من قبل الشعب، وليس البرلمان في مدة لا تتجاوز السنة الواحدة.
2 ـ تأليف حكومة تنكوقراط مستقلة ذات كفاءة، وتتصف بالنزاهة، برئاستكم تتولى ادارة شؤون البلاد، وتتولى اجراء الاصلاحات الجذرية في كافة أجهزة الدولة، وعلى وجه الخصوص الأجهزة الأمنية والاقتصادية والمالية، والبنك المركزي، وتسليمها بأيادي أمينة وكفوءة لكي تستطيع متابعة جرائم الفساد المالي والاداري، وتقديمهم إلى محكمة خاصة برئاسة قضاة أكفاء مستقلين من ذوي السمعة الطيبة والنزيهة. .
3ـ اصدار قانون التجنيد الإجباري، لكي يكون الجيش جيشاً عراقيا وليس جيشاً طائفياَ وتنظيف الجيش من العناصر الفاسدة والعناصر الطارئة التي لا تحمل الشهادة العسكرية، واعتبار قوات الحشد الشعبي من كل الطوائف والقوميات والاديان المشاركين في الحرب على عصابات داعش، جنودا في الجيش الجديد تتلقى أوامرها من قادتها العسكريين، وليس من قادة الميلشيات، لكي يكون لدى العراق جيش محترف، وتجهيزة بالسلاح الحديث من مختلف المصادر، وليس فقط من المصدر الامريكي،ليكون الجيش قادرا على تنفيذ المهمة الوطنية العاجلة بسحق العصابات الداعشية مرة وإلى الأبد.
4 ـ تشكيل لجنة قضائية من العناصر المشهود لها بالنزاهة والكفاءة، والتي لم ترتبط بأي رابطة بأحزاب الاسلام السياسي الفاسدة لغربلة الجهاز القضائي من كل العناصر المسيسة، والتي كانت العوبة بقادة أحزاب الاسلام السياسي بشقيه الشيعي والسني، لخلق جهاز قضائي مستقل تمام الاستقلال عن تأثير السلطة السياسية. .
5 ـ تشكل لجنة من الخبراء الاقتصاديين، والاستعانة بمدققين دوليين، لشكف كل الفاسدين والعمل على استعادة مئات المليارات من الدولارات المنهوبة من قبل الحكومات الفاسدة منذ الغزو الامريكي للعراق وحتى يومنا هذا، وتقديمهم للمحاكمة، وانزال العقاب الصارم بحقهم ليكون عبرة لكل من تسول له نفسه سرقة المال العام ونهب ثروات البلاد. . 6 ـ تقديم كل المسؤولين العسكريين والمدنيين الذين يتحملون مسؤولية سقوط محافظات الموصل وصلاح الدين والانبار وديالى بأيدي عصابات داعش إلى محكمة خاصة مختلطة من قضاة مدنيين وعسكريين، وانزال أقسى العقوبة بحق المتسببين في هذه الكارثة ليكونوا عبرة لمن اعتبر، حيث ان انسحاب الفرقتين العسكريتين في الموصل أمام عصابة من بضع مئات وتسليمهم اسلحتها ومعداتها التي تقدر بـ 15 مليار دولار لتستخدمها عصابات داعش في قتل العراقيين، فالمسؤولين عن هذه الجريمة هم أخطر من عصابات داعش ويستحقون أشد العقاب. .
السيد رئيس الوزراء المحترم:
انكم اليوم امام خيارين لا ثالث لهم، فأما الوقوف إلى جانب شعبك فيمجدك التاريخ، وتنال محبة واعتزاز العراقيين، وأما أن تفقد كل شئ، ولا أخالك تتخلى عن الشعب، الفرصة بيدكم فلا تضيعوها، وفقكم الله في خدمة الشعب والوطن .
7/8/2015