المنبرالحر

من امنيات محمود درويش / محمد موزان الجعيفري

يقول الشاعر محمود درويش في فيلم وثائقي بث قبل مدة من وفاته ( اتمنى ان اكون حمارا). وكان جادا في ما يقوله وليس مازحا . درويش مدح الحمار وقال عنه انه حيوان جميل ويتمتع بذكاء حاد ويعطي اكثر مما ياخذ فضلا عن كونه يعرف طريقه الى مكانه جيدا ولكنه يدعي الغباء وهو ليس غبيا .
اللاعب الدولي البرازيلي ادموندو لم يكن مستاء عندما لقبوه ( اللاعب الحمار ) . والجنود الامريكان
برغم كونهم اشرارا واسهموا في خراب العراق والمنطقة العربية وهم يصنعون الحروب والدمار ويتفنون بها ، الا أنهم سهلوا دخول ( الحمار سموك ) الى الولايات المتحدة الامريكية لانه كان مطيعا وخدوما يوم كانوا يحتلون الرمادي .
اه لو كان لدينا سياسي بصفات الحمار، خدوم يعطي اكثر مما ياخذ ويعرف طريق العمل الصحيح ويتمتع بذكاء حاد وصبر كبير لكانت الجماهير التفت حوله وربما شكل حزبا لكسب كل اصوات الناخبين . واذا ماكان الحمار في االعالم العربي لايحظى سوى بنظرات العطف والشفقة من قبل البعض وضريات العصا القاسية من البعض الاخر فانه في الولايات المتحدة الامريكية تحول الى ايقونه سياسية وعلامه تجارية تدر مئات الملايين من الدولارات . نعم فالحمار الذي يتخذه الحزب الديمقراطي الامريكي شعارا له تحول الى رمز للثورة والتمرد منذ عقود طويلة . وقصة الحمار مع الديمقراطيين بدات عام 1828 عندما اختاره المرشح الديمقراطي لخوض سباق الرئاسة آنذاك ( اندرو جاكسون ) شعارا لحملته الانتخابية وسخر منافسه الجمهوري كثيرا من هذا الشعار ووصفه بانه شعبوي ورخيص. فما كان من جاكسون الا ان اختار حمارا رمادي اللون جميل المظهر والصق على ظهره شعار حملته الانتخابيه وقاده وسط القرى والمدن المجاورة لمسكنه من اجل الدعاية لبرنامجه الانتخابي الشعبوي ضد منافسه الذي كان يظهر على انه نخبوي وليس قريبا من هموم الناس .
السياسيون في العراق يختلفون في غالبيتهم عن كل السياسيين في العالم بكونهم يتمتعون بكل الامتيازات ولا ينظرون الى الشعب حتى ولو بعين الشفقة بالرغم من انهم وصلوا الى دفة الحكم من هذا الباب الانتخابي ولكن البعض منهم يضحكون على الشعب ومازالوا . هل يستطيع الشعب ان يميز السياسيين في وقت ضاعت فيه كل المعايير وانقلبت كل الموازين ولم يعد هنالك من يثق بوجوده في بلاد الرافدين او يؤمن على حياته ليوم واحد فقط ؟
دعوة مخلصة الى ابناء كاكا قادر الذي اسس حزب الحمير في محافظة السليمانية منذ الخمسينات من القرن الماضي ولازال موجودا ان يوسعوا نشاطهم ويفتتحوا لحزب الحمير فروعا في ارجاء البلاد ويرفعوا شعارهم عاليا ليشاركوا في الانتخابات القادمة علهم ينتجون نخبة جديدة من السياسيين تجد حلولا واقعية لازماتنا ومشاكلنا المستعصية .