المنبرالحر

بالتظاهرات شيّعناه / ابراهيم الخياط

من الزعماء الروحيين، نتذكر المهاتما غاندي، قائد حركة استقلال الهند، الذي اغتيل يوم 30 كانون الثاني 1948 على يد متطرف. وحضر مراسم جنازته في شوارع العاصمة دلهي، حوالي مليوني شخص، وأكثر من هذا العدد شارك في مراسم ذرّ رماده في المياه المقدسة لنهري جانجر وجومانا.
ونتذكر آية الله العظمى الخميني، الذي توفى يوم 3 حزيران 1989، فشارك في جنازته نحو 12 مليون شخص، وأصيب ما يزيد على عشرة آلاف منهم جراء التدافع والزحام.
ونتذكر الحبر الأعظم يوحنا بولس الثاني، بابا الفاتيكان، الذي توفي يوم 2 نيسان 2005 فحضر جنازته أربعة ملوك وخمس ملكات وما لا يقل عن 70 رئيس جمهورية ورئيس وزراء، بجانب 14 زعيما دينيا من أرجاء العالم، فيما قدر عدد المشيعين في روما بنحو من أربعة ملايين شخص.
ومن الحكام، نتذكر الرئيس جمال عبد الناصر، الذي توفى يوم 28 أيلول 1970 اثر أزمة قلبية، وشيعت جنازته بعد ثلاثة أيام من وفاته، فاحتشد ما يزيد على أربعة ملايين شخص لإلقاء نظرة الوداع على جثمانه، وبلغ من شدة الزحام في شوارع القاهرة، أن أعمدة إنارة تحطمت جراء التدافع. ونتذكر الأميرة ديانا أميرة ويلز، ووالدة ولي العهد ويليام التي توفيت بحادث سيارة غامض يوم 30 آب 1997، فشارك في جنازتها ما يزيد على ثلاثة ملايين شخص، بينهم حوالي 250 ألف احتشدوا في الهايد بارك، والبقية في شوارع لندن. ومن الأدباء نتذكر فكتور هيجو، الأديب والشاعر الفرنسي الشهير، صاحب رواية البؤساء، الذي توفي يوم 22 أيار 1885، وشارك في جنازته أكثر من مليوني شخص.
ومن الفنانين نتذكر سيدة الغناء العربي أم كلثوم، التي توفيت يوم 3 شباط 1975، فاندمجت موجات الإذاعة المصرية، وظهر وزير الثقافة يوسف إدريس على شاشة التلفزيون، ليعلن النبأ الحزين، وشارك في تشييع جثمانها أكثر من 4 ملايين شخص.
ونتذكر مايكل جاكسون، نجم البوب الأمريكي، الذي توفى يوم 25 حزيران 2009، وكانت جنازته خاصة بحضور عدد من أفراد عائلته، ولكن بلغ عدد من اصطفوا في شوارع لوس أنجلس قرابة المليون شخص لتقديم العزاء.
ومن الرياضيين نتذكر إيرتون سينا، سائق سباقات السيارات البرازيلي، الذي فاز ثلاث مرات ببطولة العالم للفورميلا وان، والذي توفي بحادث سيارة خلال سباق الجائزة الكبرى فى سان مارينو يوم 1 أيار 1994، وعدّت وفاته مأساة وطنية في البرازيل، وأعلن الحداد لمدة ثلاثة أيام ونكست خلالها الأعلام، وقدر عدد من ساروا في جنازته بحوالي ثلاثة ملايين شخص.
ومن المواطنين يقف شاخصا أمامنا، الفتى البصراوي منتظر الحلفي الذي قُتل برصاص القوات الأمنية، يوم 17 تموز 2015 ومن ثم عدّته حكومة البصرة شهيدا، وفي 31 تموز أرادت بغداد أن تشيّعه رمزيا وتتضامن مع أهله، فكانت الشرارة التي غدت وهجا منيرا في جمعة أخرى، وإذا العراق بملايينه الثلاثين يشيّعه ويفتخر بقطرات دمه التي كتبت مسلة الإصلاح، ومسحت صفا قويا من كراسي الحيتان.