المنبرالحر

الحراك المدني عماد الاصلاح / محمد عبد الرحمن

من المؤكد ان طريق الاصلاح والتغيير لن يكون سهلا ، ولا مفروشا بالورود ، خاصة في ظروف كالتي يمر بها بلدنا ، وحيث تتداخل المهام ولا نحسب انها تتقاطع اذا ما توفرت الارادة واحسنت الادارة وجرى ترتيب الاولويات وتوفير مستلزمات التحقيق والانجاز .
فالاصلاح ليس اجراء في الفراغ ، انما هو يمس مواقع ونفوذاً ومصالح ولذا ليس من المستغرب ان ترتفع
اصوات معارضة ومعرقلة له، باشكال وطرق عدة ، سيما وانه بدأ خطواته الاولى بحزمة في اساسها محاربة الفساد واستهداف شخوصه وتحريك ملفاته ، القديم منها والجديد. والتي ان تم االمضي بها الى نهايتها المطلوبة فانها قد تطال شخصيات صالت وجالت وتمددت كثيرا منذ عام 2003 .
بل وليس من المستبعد ان يلجأ البعض المتضرر الى تفتيت المحرك الاساس والسند الرئيس الداعم لحركة الاصلاح بالتأثير على الحراك الجماهيري وحرف التظاهرات والتجمعات الشعبية عن مساراتها وخياراتها المعلنة والسليمة ، عبر ارسال « الفلول « الى الساحات المنتفضة الغاضبة للقيام باعمال « البلطجة «. وكذلك اشاعة حزمة من الافتراءات والاكاذيب والدسائس والتاليب والتحريض ، وتحريف الشعارات والترويج لاخرى مضادة ، فيما تكون الاغراءات جاهزة يلوح بها للبعض ، والعودة الى لعبة « كاسري الاضرابات « وغير ذلك .
وحيث ان البعض استمرأ الاعتماد على دعم الخارج وامواله ، فانه هذه المرة قد لا يتوانى عن ذلك، ضاربا عرض الحائط ارادة الناس وتطلعهم الى التغيير والحياة الافضل والخلاص من جوقة من الفاسدين والمرتشين والمتشبثين بكرسي السلطة ، مؤكدين الاستهتار بمصالح الوطن والشعب العليا والانغمار في الانانية والمصالح الضيقة .
ولكن وعلى الرغم من كل محاولات التأثير على عزيمة الناس فقد اتسعت التظاهرات يوم الجمعة الاخيرة ( 14 آب ) وامتدت الى مناطق جديدة وازدادت اعداد المساهمين فيها ، مجددة مطالبتها بالمضي قدما الى الامام لتنفيذ ما اعلن من قرارات واجراءات. وقالت بصوت عال ان لا للنكوص والتراجع ، بل واضافت مطلباً هاماً تمثل باصلاح النظام القضائي وتعزيز استقلاليته ، فهو حقا ركن اساس لكل عملية اصلاح منشود .
ويبقى هاما مواصلة هذا الزخم الداعم للاصلاح ، ورفع وتيرة الضغط ،والذي يتوجب ان تتسع دائرته عبر مساهمة الفئات ذات المصلحة الحقيقة وهي تعد بالملايين ، وهي عماد الحراك الذي جاء لصالحها اساسا .على انه يتوجب على رئيس الوزراء ان يدرك تماما ان مسك العصى من الوسط معناه التراجع ، وان لا سند لعملية الاصلاح وهي ما زالت في بدايتها الا هذه الجماهير ، ومطلوب حماية حراكها وتنميته والاستناد عليه في القادم من الخطوات وضمان تنفيذها الجيد.