المنبرالحر

إنتخابات جديدة ..2 / حمزة عبد

إنتفض الشعب العراقي وبدد فكرة أن الناس قد أصابها اليأس والخوار وسلبت إرادتهم التي ربما بنيت على حقائق من أن نظام صدام قد سلب الناس إرادتهم وكانت لحروبه تأثيرها النفسي على العراقيين، وبعد الإحتلال وسقوط النظام الصدامي جاء التخدير الطائفي نتيجة حكم الاسلام السياسي ليدمر ما بقي من الشخصية العراقية، إلا أن انتفاضة الجماهير الأخيرة التي بدأت الجمعة 7/اب/2015 بددت هذه الافكار وعبرت بصدق عن التراث الثوري العراقي في رفض الظلم والضيم وإعادة مجد الانتفاضات التي جسدها شعبنا العراقي وأرخَها بدماء الشهداء، وترجمت نقمة الجماهير ورفضهم للحكم الطائفي والمحاصصة والفساد، وكانت الشعارات وطنية بعيدة عن الحزبية والذاتية حيث الكثير من ناشطي الانتفاضات عبروا عن كون الانتفاضة لا تعبر عن مصلحة جهة سياسية محددة بل هي لمصلحة الشعب العراقي والمظاهرات عراقية بإمتياز وهي ترجمة لقول الشاعر التونسي أبو القاسم الشابي ( اذا الشعب يوماً أراد الحياة فلا بد ان يستجيب القدر)
ماذا بعد؟ مواصلة التظاهر بدعم قرارات العبادي والبرلمان والضغط على المعنيين من برلمانيين ومؤسسة القضاء من أجل تطبيق هذه القرارات وبدون ذلك ستبقى حبراً على ورق ،علما ان هناك قوى غير قليلة أعلنت موافقتها على القرارات ولكنها تعمل بالخفاء من أجل عرقلتها فالمطلوب من العبادي والمتظاهرين التصدي لكل من يقف ضد الاجراءات الجديدة التي أعلن عنها وفضحهم أمام الجماهير .
ان التركة الثقيلة من طائفية ومحاصصة وفساد لا يمكن تغييرها بمجرد التمني و إنتظار تطبيق الاجراءات التي إتخذت، بل بتفعيل الانتفاضة الجماهيرية والضغط المستمر حيث ان الكثير من ركب موجة التغيير هم من مدرسة واحدة هي مدرسة الاسلام السياسي اللذين لا يرجى منهم التغيير، ولهذا ومن أجل قيادة البلد من قبل قوى وطنية كفوءة من خارج المحاصصة السياسية تؤمن بالدولة المدنية الديمقراطية وتسعى لتأسيس حكومة تكنوقراط تسند فيها الوزارات والمسؤوليات الى عناصر وطنية مشهود لها بالنزاهة وتشد العزم على إعادة بناء الوطن بالشروع فوراً لاجراء انتخابات جديدة، فكل المعطيات تؤكد ان الموقف الجماهيري الثوري الرافض للطائفية والمحاصصة والفساد سيترجم موقفه بانتخاب قادة جدد يبرروا ثقة الجماهير بهم.