المنبرالحر

سقوط الاقنعة / طه رشيد

يبدو لي هذا العنوان وكأنه عنوان مسرحية أو مسلسل تلفزيوني. وفي الحقيقة هو لا هذا ولا ذاك، رغم أنه يتقاسم مع التلفزيون بكونه مسلسلا متواصلا ودراميا في نفس الوقت.
القناع الأول الذي سقط في العراق وامتد إلى بقية البلدان العربية هو قناع « البعث « ومعه شعاراته المزيفة التي حاول ان يخفي وراءها فاشيته ودمويته، ابتداءً من وحدة الوطن العربي الذي ازداد انقساما،إلى برنامجه «الاشتراكي» الذي زاد من فقر العراقيين حتى أوصل معظم شرائحه إلى دون مستوى خط الفقر، منافسا بذلك بعض دول افريقيا! وقد ساهم سقوط نظامه في 2003 في سقوط المزيد من الاقنعة التي تلبسها معظم رجالاته.
وظهرت بعد ذلك أقنعة جديدة خلطت مجموعة من الأوراق المؤثرة في الشارع العراقي، سواء كانت باسم الدين أو باسم الديمقراطية والبناء الجديد، ولم نكتشف من خلال عملها سوى المزيد من الفساد الإداري والمالي.. وما هروب هذا الوزير أو ذاك مع حفنة من ملايين الدولارات إلا تتويج للخدمة الكبيرة التي يقدمها هؤلاء الفاسدون لأعداء العراق.
وقد اثمرت الخطوات الاصلاحية الأخيرة التي أقدم عليها رئيس الوزراء توافقا مع مطالب المتظاهرين بالكشف عن الفاسدين، سقوط سريعا للعديد من الاقنعة، وخاصة تلك التي أسهمت في خسارة العراق لثلث اراضيه أمام الزحف الأسود لقوى الظلام الممثلة بداعش ومن لف لفها من قوى تكفيرية سواء داخل العراق أو خارجه!
وكان أبرز مفاصل هذا الكشف ملف فضيحة سقوط الموصل واعلان أسماء أسهمت بهذا السقوط لتشمل مسؤولين مهمين في العراق ودول مجاورة. و ستسقط الأيام القادمة مزيدا من الاقنعة وسيكون ذلك السقوط مدويا لأنه يكشف من كان يتشدق لأيام قريبة بحرصه على سلامة الوطن والمواطن! والحقيقة التي لا تنطلي على المواطن هي أن الموصل قد قدمت على طبق من خيانات إلى داعش! وهم لم يسلموا الأرض فقط بل تركوا الجمل بما حمل من سلاح وهمرات ونفط وغنائم ..
التاريخ يمهل ولا يهمل وستكشف الأيام القريبة القادمة ما يجعلنا نقول : ان ما خفي أعظم! !