المنبرالحر

كارثة عظيمة / كفاح محمد مصطفى

قال وزير النفط عادل عبدالمهدي في بيان له ان مجموع موازنات العراق بلغ 850 مليار دولار تقريباً منذ 2003 الى يومنا هذا، مقدراً ان 25.5 مليار دولار منها ذهبت الى جيوب الفاسدين من المسؤولين في الدولة بينما تحدث عن هدر مئات المليارات الاخرى في موازنات تشغيلية غير منتجة ومشاريع استثمارية لم تؤت ثمارها. واشار الى ضرورة النظر الى الفساد الذي تستنبطه هذه الارقام عبر 3 مستويات. مبيناً: ان الفساد الشخصي يستملك 3 بالمئة من مجموع هذه الارقام اي استغلال الموقع لتحقيق المنافع الخاصة ان صحت التقديرات استنزف 25.5 مليار دولار. واشار عبدالمهدي الى ان هذه المبالغ الهائلة تعني ان ما يسرق بطرق الاحتيال والسحت الحرام تقل عن 2 مليار دولار سنوياً وهذه كارثة عظيمة يجب التصدي لها والحد منها وايقافها. وتابع بالقول: ان المستوى الثاني هو فساد النظام وهنا تستبطن المسألة أمرين اولهما ترهل الدولة وتحولها الى دولة رعاية اجتماعية وليست دولة خدمات عامة تستهلك عبر موازنتها التشغيلية ومعظمها رواتب واجور ومخصصات وتقاعد وسياسات دعم المزيد من الثروات مقابل القليل من الانتاج والخدمات. واضاف: ان هذا فساد للنظام استهلك ما لا يقل عن نصف مبالغ الموازنات المتعاقبة وثانيهما سوء استخدام الاموال والتخطيط لها فلقد تراكم اليوم لدى وزارة التخطيط قرابة 900 مشروع معطل قيمتها تقارب 300 مليار دولار. واشار عبدالمهدي الى ان الامر الثالث هو ما تعطله البيروقراطية وقواعد عمل الدولة البالية وقراراتها واجراءاتها الارتجالية والسلوكيات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية السائدة التي تحجز طريق الانطلاق والتنمية.
انها كارثة عظيمة حقاً يا سيدي عادل عبدالمهدي وكنا نأمل ان تشير الى المبالغ الخيالية التي خصصت لرئاستي الجمهورية ومجلس الوزراء وهي مبالغ بالترليونات من الدنانير، نعم بالترليونات من الدنانير وليس بالمليارات في بلد يعيش اكثر من ثلث سكانه تحت خط الفقر بكثير. كنا نأمل ان تشير الى الرواتب والمخصصات والامتيازات الخيالية للوزراء والنواب ووكلاء الوزارات والمستشارين والمدراء العامين وكم استنزفت من ميزانية الدولة في بلد يعيش اكثر من ثلث سكانه تحت خط الفقر بكثير، كنا نأمل ان تشير الى المبالغ الخيالية التي أهدرت على ايفادات كبار المسؤولين من عام 2003 الى يومنا هذا ومعظم تلك الايفادات كانت لغرض الراحة والاستجمام وليس لغرض طلب العلم والمعرفة وهي مبالغ لو جرى احصاؤها لوجدناها تعادل ميزانية دولة من دول العالم وهي كارثة عظيمة ايضاً في بلد يعيش ثلث سكانه تحت خط الفقر بكثير والبقية فوق خط الفقر بقليل باستثناء سكان المنطقة الخضراء، طبعاً انها كوارث عظيمة لم تنزل من السماء بل هي نتيجة للسياسات الخاطئة للقوى السياسية المتنفذة يا سيدي عادل عبدالمهدي.