المنبرالحر

عذوبة الحلم... حين يصبح حقيقة / ئاشتي

«1»
منذ ما يقارب الشهر لمس روحك فرح قادم إلى صومعة غربتك القلقة، قادم من هناك حيث النخل بعذاقه الذهب وحيث صوت الفتيان الرافض لكل القبح رغم درجات الحرارة المرتفعة والتي تذيب إسفلت الشوارع، كان الصوت مثل أغنية حلوة افتقدتها منذ أيام صباك في مدينتك الجنوبية (ألمه واشمه نعثر إجناغه وجيت ألمه)، جاء الصوت يلملم الفرح المتناثر في روحك ويأخذك بعيدا إلى سماوات لازوردية، هناك استيقظ الحلم من جديد، حلمك الذي رافقك مثل طفل يمسك طرف ثوب أمه في زحمة السوق، كانت روحك ماسكة به رغم تعثر الخطوات ورغم ضيم الغربة، ولكن حين جاء الصوت من هناك، من مدن وطنك استيقظ الحلم في روحك من جديد وبدأت تردد بيت شعر القي بقائله في السجن (أذا الشعب يوما أراد الحياة....فلا بد أن تستجيب الحكومة)
«2»
الصوت كالماء لا يستطيع أن يقف أمام سيله العارم أعلى السدود وأقواها متانة، كذلك هو الصوت حين يعلو لا تكتمه بنادق الحكام ولا سجونهم ولا هراواتهم، بل على العكس هو يعلو أكثر لكي يطغي على صوت الرصاص، وها هو الصوت يمتد بعيدا، يصل إلى كل مدن العراق فتستفيق من عنفوانه كل الأصوات التي اعتقد الحكام أنها قد بلعت لسانها.
«3»
الصوت لا يقف عند حدود الخوف حين تمتد أذرعه لكل الزوايا وحين يجد هناك طاقات أضافية تمكنه من التواصل مع كل الاتجاهات، عند ذلك تزحف حدود الخوف لتصل الى دائرة الحكام، عندها تمتقع الوجوه وتخرس أبواق الحكام المثقوبة أصلا، رغم أنها لا تكف عن الصراخ وهو في الحقيقة صراخ الخائف، فتوزع الاتهامات قديمها وجديدها وهي لا تدري أنها بذلك لا تزيد نفسها إلا رعبا وخوفا من القادم القريب، وليس لهم سوى أن يرددوا اسطواناتهم المشروخة والتي ما عادوا يسمعونها أنفسهم.
«4»
الصوت للبعض المتشكك يحمل عوامل إخراسه، لهذا تراه ينفخ أوداجه ويردد بديهيات الزمن المنقرض على صفحات العالم الافتراضي، وهو بذلك يريد أن يثبت من جديد أن الماء يتكون من ذرتي هيدروجين وذرة أوكسجين، وفي الحقيقة هو لا يدري أنه غارق في بحر الوهم، وهَم منْ يجلس على تل بعيد، ويعتقد أنه يرى المشهد بشكل واضح ناسيا أن الحياة في تحول دائم، وأن اليوم ليس الأمس وبالتأكيد ليس غدا.
«5»
صوتك هادر....كله أحساس
بحب الوطن ...وحب الناس
صوتك گمر يضوي ويعله
ويرسم هودچ عرس لدجله
يزفها بفرحه وحنه وياس