المنبرالحر

محرك التغيير يحاصر قمقم الفساد وينتصر / عبدالكريم العبيدي

العراق سينتصر، لأنه بدأ يلامس عتبة سلّم التحول الذي سيقوده من الركود والتدهور، الى الحراك والتغيير، وسينتصر، لأنه كسر قيد الفوضى والخراب والدمار والفساد المستشري في كل مرافق الدولة، وسينتصر لأنه وطن أصيل، منتج، ولأنه تعرض الى شتى الهجمات والغزوات عبر التاريخ، فعاد منها حيّا، أبيّا، بينما اندحر أعداؤه.
اليوم، وبعد سادس جمعة تظاهر مزهرة بعراقيتها، بدأت تتبلور صورة التظاهرات، في عيون المتظاهرين ومن يحرك قواها، من ناشطين مدنيين وشخصيات ثقافية وإعلامية وممثلين عن لجان وتنسيقيات التظاهرات، ولذلك عكفوا بشرف المسؤولية، وبروح عراقيتهم، على بحث جدوى التظاهرات ومكتسباتها، ومؤثراتها الفاعلة، ومشروعية المطالب التي صدحت بها حناجر المتظاهرين عبر أكثر من شهر، والتي تتلخص بإصلاح النظام وتحريره من قمقم المحاصصة الطائفية والفساد، ومطاردة رؤوسه وأذنابه، وتقديمهم للعدالة.
لم يعد الشعب هو ذاته قبل الحادي والثلاثين من تموز الماضي، ولذا من المحال أن يبقى العراق كما أسست له حيتان الخراب منذ سقوط النظام السابق في التاسع من نيسان عام 2003 ولغاية جمعته التموزية الماضية.. ساحات التحرير والتغيير في بغداد والمحافظات تشهد، وهي تحتضن محرك التغيير الذي سيرسم بأصالته ملامح العراق الجديد، وسمو ارادته الفاعلة حتما.