المنبرالحر

حلقة السياسة / لينا النهر

طيلة ثلاثة ايام أقف في محطة قطار مالمو، اساعد اللاجئين الجدد الذين وصلوا الى هنا بعد عناء طويل.
أغلبية اللاجئين من سوريا الحبيبة او ما تبقى منها. والجزء الأكبر الآخر من العراقيين.
يثقلهم التعب والقهر وهموم هاربون منها، وهموم جدد حول الحياة في بلاد أوربا. منهم من يسأل عن سكن ومنهم من يسأل عن عمل واُخرى تسأل عن طول الوقت لدخول المجتمع السويدي.
اتطلع في وجههم المتعب، واختار ان لا أجيبهم عن حقيقة البطالة وكيف للعنصرية دور فعال وقوي هنا، وان اكبر ثاني حزب اليوم في السويد هو الحزب العنصري من جذور فاشية. واختار ان لا أخبرهم بحالة مناطق اللاجئين وصعوبة السكن والشقق العفنة فيها. واختار ان لا أجيبهم عن صعوبة المعيشة باسم مهاجر، عربي و مسلم بالأخص.
فكيف لهم ان يفهموا؟ وكيف لي ان اخبرهم واعرف ان سبب هجرتهم وهربهم هو بدافع العيش بأمان لا اكثر.
اصمت وأساعد وأرحب، وأبكي حين امسح دموعهم، وانعي نفسي وسذاجتها، نفسي التي باتت تتأمل الرجوع الى بلد يهرب الناس منه. وخصوصا بعد ان شب حنيني ورأيت املي يقترب مني مرة اخرى مع هبة العراق.
ارجع الى الدار و ابدأ بالبحث عن صور مظاهرات العراق. ما زلت مصرة ان هناك أملا. بالتأكيد ان هناك املا. فما نحن دونه؟
هذا الشباب الثائر لن يصمت ولن ينسى. أرى العراق في صور وجه اولاد أعمامي. بابتسامة محمد واصرار مصطفى وتحفيز سعد على التظاهر وغيرهم كثيرين. اجيال في مختلف الإعمار يد بيد، تنادي باسم عراق مدني.
اخطاء الكثيرين من العراقيين في انتخاب مرشحيهم. غش وخداع، حجب نور حب الوطن وها هو العراق يدفع الثمن، وها هو قسم كبير من شعبه مهجر مهموم في بلاد غريبة. وغيره بدأ يرفع صور رئيسة دولة اخرى من اعظم بلدان أوربا. دولة لها دور كبير في ما حل في العراق والمنطقة.
- نصنع السلاح ، نتحالف، ثم نحاربكم وتقتلون، وتهجرون ثم بعد عناء طويل نستقبل قسما صغيرا منكم. فتعظموننا وتشكروننا وترفعون الصور و نبقى نحن الفائزون..
لا احد يذكر دور ألمانيا في الشرق الأوسط. ولا هناك من يسأل عن سبب عدم محاربة داعش لهذا اليوم بالطريقة الصحيحة وان كان الجميع يعرف قدرة ألمانيا و دول التحالف على التخلص منهم.
ليس بالكثيرين من يفهم سياسة رأس المال و هدف فتح الهجرة لسد العجز الأوربي في بعض مجالات العمل في المستقبل القريب بسبب شيخوخة الكثيرين في هذه البلاد والفراغ الذي يجب سده لحين نمو الجيل الجديد.
وهل يفهم الانسان البسيط ان فتح باب اللجوء في ألمانيا لبعض لمن يصلها وسياسة العنف ومنع اللاجئين في هنغاريا للمرور الى ألمانيا هما نفس السياسة الاوربية التي تقرر على نفس الطاولة؟
رأس المال الذي يقتل ويهجر الاخر ويسكت صوت الحق في البلد بقوله ( انظروا لهم وهم يعانون وكيف يهانون هناك في بلادهم في الشرق، وافرح بأقل ما تحصل عليه انت هنا في الغرب وأشكر رب العمل على فتات ما تحصل عليه. وان تكلمت ، وان أضربت عن العمل لابدلنك بغيرك وبنصف أجرك لمهاجر جديد لا يعرف الحقوق ولا يطالب بشي.)
مركل البرجوازية، الرأسمالية لا تساعد في ايجاد حلول لمشاكل العراق.
فتظاهروا يا شباب العراق واعتصموا واضربوا عن العمل واجبروا الفاسدين المتنفذين في الحكم على تلبية مطالبكم. لنصلح العراق. حان الوقت لمنح العراقي حقه باختيار وطنه. وطن حر، آمن مدني ينعم شعبه بخيراته.