المنبرالحر

الربيع العراقي واصلاحات العبادي / د.عودت ناجي الحمداني

ان الربيع العراقي بخلاف الربيع العربي الذي اندست فيه وهيمنت عليه القوى الوهابية والطائفية ورجالات الانظمة الفاسدة والبرجوازيون الطفيليون، فان الربيع العراقي تميز بالحراك المدني السلمي من مختلف الفئات الشعبية المدنية والديمقراطية مما شكل على مدى خمسة اسابيع من التظاهرات والاحتجاجات الغاضة على تردي الخدمات واستفحال الفساد جدارا حديديا عجز المندسون والمأجورون من المعممين والافندية الطائفيين من اختراقه بسبب التنسيق والوعي الوطني لدى المتظاهرين. لأن الهدف الحقيقي الذي يسعى الحراك المدني لتحقيقه هو محاسبة الفاسدين ولصوص المال ومافيات المشاريع الوهمية من قوى الاسلام الطائفي. ويوما بعد يوم تتسع دائرة الاحتجاجات المعارضة لحكومة الفساد الطائفية ومع تباطأ حيدر العبادي في تنفيذ حزمة الاصلاحات المزعومة يتصاعد الغضب الشعبي . وقد اخذت تتكشف الحقائق اكثر فاكثر في ان العبادي لا يمتلك الارادة والشجاعة و حتى الرغبة في تحقيق التغيرات والاصلاحات المنشودة وبذلك فهو غير مؤهل لتحقيق طموحات المتظاهرين في القضاء على الفساد والخروج من نفق الطائفية وبناء الدولة المدنية الديمقراطية . ان عدم كشف العبادي عن حيتان الفساد المالي والمتورطين في غسيل الاموال والمشاريع الوهمية وتقديمهم للقضاء يوحي بمدى المراوغة والتسويف لمطالب الشعب وهو ما يعطي مزيدا من الوقت للفاسدين واللصوص الذين من حزبه حزب الدعوة ومن الكتل المتأسلمة الاخرى لترتيب اوضاعهم وتحويل اموالهم او هروبهم وتبرير سرقاتهم في الاعتماد على تساهل القضاة الفاسدين معهم في محاولة يائسة للفرار من وجه العدالة و حكم الشعب.