اتسعت التظاهرات الشعبية لتشمل كلا من بغداد والبصرة وكربلاء المقدسة والنجف الاشرف والمثنى وذي قار وميسان وواسط ومطلبها الرئيس هو توفير الكهرباء ومحاسبة المتسببين بانهيارها بهذا الشكل واقالة وزيرها وبالمقابل تعبر هذه التظاهرات عن سخط وغضب واستهجان المواطن بكل انواع الفساد الذي نخر كل مؤسسات الدولة من دون استثناء بعد ان عشعش في عقول ونفوس عدد غير قليل من السياسيين ليكونوا مظلات لحماية الفاسدين ويشتركون في مزادات بيع المناصب والصفقات المشبوهة ويسهمون بتعمد في زيادة الفقر والمرض والتخلف والبطالة بعد ان استشرت ?ذه الافة لتكون ارهابا من نوع اخر يفتك بالمواطنين.

مطلوب من مجلس النواب والحكومة ومن رئاسة الجمهورية قراءه دقيقة لشعارات المتظاهرين وما حملته من مطالب مشروعة حول عمليات النهب المنظمة لثروات العراق وايجاد حلول واقعية لارتفاع نسب البطالة والفقر والجهل واتخاذ خطوات جريئة لمعرفة مصير المليارات من الدولارات المنهوبة والصفقات المشبوهة في مجال الطاقة وغيرها ومصارحة المواطنين بذلك. ومن ثم العمل على استرجاع الاموال ومعاقبة من تسبب باستمرار هذه الفوضى وتاخير التقدم في البلد لان الكهرباء هي اساس الحياة. ونتمنى من الناشطين والمشاركين في التظاهرات ان لا تخدعهم الشعارات?الكاذبة ولا تبعد بعضهم عن بعض حتى لو حصلت اجراءات قمعية مثلما حدث هنا وهناك في حين ان القوات الامنية في بغداد والمحافظات تصرفت بشكل وطني تشكر عليه. ونؤكد ضرورة استمرار حالة التحشيد على ان تحافظ الجماهير على سلمية التظاهرة وتكون مفتوحه لحين التيقن من تنفيذ مطالبهم المشروعة فالتظاهرات هي فرصتنا كشعب ووطن من اجل التغيير الجذري والاصلاح الحقيقي للعملية السياسية برمتها والتي ما زالت مشلولة وكسيحة بسبب المحاصصة الطائفية وسلوكيات منحرفة عرقلت اي محاولة لتقدم الوطن بالاتجاه المدني الديمقراطي.

التظاهرات السلمية فرصتنا لنثبت للعالم اننا شعب حي ولا ينام على الضيم قد نصبر ونتحمل ولكن عندما نغضب لن نرحم وهو ما يجلهه سياسيو الصدفة.

ليكن كل العراق في قلوبنا وعيوننا ونحن نصرخ: لا للظلم، لا للفساد بجميع اشكاله ، نريد كهرباء، نريد اصلاحاً.

«مقتطفات»