المنبرالحر

بستان زاهر من التضامن / ئاشتي

«1»
يتلاشى الحزن في روحك وأنت ترى بستان التضامن الأممي يزهر بأشجاره في القرية الأممية في مهرجان جريدة «لومانتيه» بباريس، حين رفعتَ ورفيقاتك ورفاقك راياتكم الحمراء مرددين شعارات الشباب الذي يتظاهر في ساحات بلادك مطالبين بحياة أجمل (خبز..حرية ..دولة مدنية). كان الجميع يقف معك، ربما لا يفهمون ما تقول، ولكن تشعر بتضامنهم حين يرفعون أياديهم دعما لتتظاهر من أجله. فالقرية هي بطبيعتها أممية وأنت من حزب أممي، والتظاهرة هي من أجل أن يعرف الجميع أن هناك شعبا يسعى بكل ما يملك من أجل بناء دولته المدنية، وأن هناك قوى تقدم ?لكثير من التضحيات من أجل ذلك، والأجمل ان هناك طاقة شبابية تسعى بكل جهدها من أجل تحقيق ما تطمح إليه من حرية وعيش كريم.
«2»
أن تنقل نضال أبناء شعبك إلى بقية أنحاء العالم، ذلك أمر في غاية الأهمية، ولكن أن تجعل هذا العالم يتضامن معك فذلك أمر يحتاج إلى أكثر من وقفة. لا شك أن القرية هي قرية أممية وتمثل احتفالات جريدة شيوعية، مثلما لا شك أن راياتك واسمك المرفوع عاليا على اليافطات يوحي للآخر بوجوب التضامن. ولكن التضامن هذه المرة ليس من اجل اطلاق سجناء سياسيين أو اسناداً لأحزاب، بل هو تضامن مع شعب بكامل قواه المحبة للحرية، شعب يريد أن يعيش مثل بقية الشعوب، شعب لا يهاجر أبناؤه الواعون ويضيعون بين أفواه الأسماك وقيعان البحار ودروب الغر?ة.
«3»
أصطفت رفيقاتك ورفاقك أمام الخيمة بعضهم يحمل شعارات باللغة الفرنسية والآخر يرفع الأعلام الحمراء، وأخر يحمل علم العراق وبعض من أطفال رفاقك يحملون بأيديهم أعلام عراقية صغيرة. كان ذلك في الساعة الخامسة من يوم الجمعة وهو الوقت الذي يتوافق مع تظاهرات أبناء شعبك حيث الساعة تشير إلى السادسة مساء هناك. ولكن المكان هو «البارك» الذي أقيمت فيه احتفالات جريدة الحزب الشيوعي الفرنسي «اللومانتيه» (الإنسانية) والهدف من هذه التظاهرة هو التضامن مع متظاهري العراق.. ما أجمل الابتسامات التي تعلو الشفاه..ما أوسع الحب حين يردد رف?قك وهم يطوفون شوارع القرية الأممية ( بغداد شمعة وما هوى يطفيها)
«4»
للفرح أكثر من شكل يعبر عنه، ولكن أجمله ذلك الذي تنطق به العيون، أحيانا تنطق به ابتسامات وأحيانا أخرى دموع وهو في كلا الحالتين أصفى من عين الديك، وأنقى من صباح ندي. كل ذلك رأيته في عيون المئات الذين تضامنوا معك في القرية الأممية.
«5»
أن ترفع راياتك،
أو حتى دون أن ترفعها،
حين ينظر إليك الآخر،
لا يبصر في وجهك،
وعينيك،
وراياتك المرفوعة عاليا،
غير هذا العراق.