المنبرالحر

چنهه كضت لچمات روحي!؟ / آشتي

"1"
تفتح نافذة حزن روحك فينطلق الحزن في الشوارع، يطرق الأبواب، يدخل البيوت دون استئذان أحيانا، لأنه لا يحتاج إلى جواز مرور الى أرواح العراقيين، فهو يعيش بكل أبهة وبذخ بين أضلاعهم، يُصبحهم بعد شروق الشمس بتفجيرات مفقودة خارطة تنفيذها بالنسبة لأجهزة الأمن، وفي الظهيرة يبارك لهم إصلاحات الحكومة موشومة على أظهرٍ المطالبين بتنفيذها، عصرا لا يتواني أن يأتي بالكوليرا فهي من متطلبات العصر في وطن مثل وطننا العراق، وفي المساء يتخذ من الظلام وانعدام التيار الكهربائي ستارا لينقل جثث الشهداء الذين تكتظ بهم دكات غسل الموتى
 في مقبرة السلام. كل هذا والعراق بخير!! لا بل أكثر من ذلك بكثير، كل هذا الحزن الذي يتجول في الشوارع وينثر ورود جنونه على عيون اليتامى والعراق يكون بخير!؟
"2"
يبدو للوهلة الأولى أنك تغرف من بحر أحزانك جرادلَ، ولا تدري أن هذه الأحزان هي ملجأ كل الأرواح، لهذا يهرب ابناء وطنك منها إلى بقاع أكثر إيلاما لكنها بحزن غير واضح المعالم، حزن تتضح معالمه في قوارب المطاط، وفي هراوات شرطة الحدود، وعند النوم في العراء، وفي تجاوز الأسلاك الشائكة، وفي السير لساعات إلى مصير مجهول، كل هذا ويأتيك الذي يضع يديه في الماء البارد، ويستفزك بسؤاله، لماذا كل هذا الحزن؟
"3"
نعم كل هذا الحزن وأكثر، في القرن الحادي والعشرين، ومرض مثل الكوليرا ينتشر في وطن يعوم على بحيرة من النفط. في القرن الحادي والعشرين وفي بلد عمره أكثر من سبعة الآف عام وما زال أبناؤه الصغار يجلسون على الأرض في مدارسهم. في القرن الحادي والعشرين وفي بلد ترتوي أرضه بنهرين من أعذب انهار الكون يستورد حتى البصل من جيرانه. في القرن الحادي والعشرين وثلثا أرضه يحتلها المرتزقة، وأكثر من ذلك حكامه يصرون على انهاك كل قواه وقدراته.
"4"
ويسألونك لماذا كل جيوش الحزن تنصب خيامها في روحك؟ ولماذا هذه البكائية المريرة؟؟ وهم يعرفون جيدا أن عيون العراقيات تصب دما وليس دمعا بسبب ما يجري. ليس هناك حزن كحزن العراقيات على وطنهنَّ؟ العراقية تحزن لأنها تفقد زوجها، وتفقد أباها، وتفقد فلذة كبدها وهو يهاجر إلى بلاد الغربة. إذا أردت أن تقيس عمق الحزن فأنظر في عيون العراقيات، إذا أردت أن تعرف معنى الحزن فانظر الى أية عراقية..؟ فليس هناك أكثر صدقا من ما يحمله قلبها وتنزف به عيونها.
"5"
( يدنيه بسچ من اللوم چني
تساوه المستوي بالضوگ چه ني
يوم الما يمرني الحزن چني
مضيع ضايعه وأصفگ بديه)