المنبرالحر

قراءة في خطاب الرئيس الأمريكي أوباما / اد . حاكم محسن محمد الربيعي

تحدث الرئيس الأمريكي في افتتاح اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة الذي يصادف الذكرى السبعين لولادة هيئة الأمم المتحدة التي وجدت أصلا لدرء خطر الحروب وحل المشكلات الدولية بالطرق الدبلوماسية ، يجسد ذلك ما جاء في ديباجة ميثاقها ما مضمونه " نحن شعوب وامم العالم قد آلينا على انفسنا ان ننقذ الأجيال المقبلة من ويلات الحرب والاثار الناتجة بسببها والتي حدثت منها خلال قرن واحد حربان عالميتان مازالت تعاني اثارها بعض الدول " ومما ورد في خطاب الرئيس الأمريكي تأكيده على بعض النقاط والتي نناقش بعضها واهمها ما يأتي:
1- قال الرئيس الأمريكي في خطابه ان الولايات المتحدة الامريكية لا تستطيع وحدها إقامة الامن في بلاد اجنبية .و انها لا تستطيع وحدها حل المشكلات الدولية. وان القوة لا تفرض السلام لوحدها.
2- ان الولايات المتحدة الامريكية لا يمكن ان تبقى مكتوفة الايدي عندما يمارس الحاكم القسوة على شعبه.
دأبت الادارات الامريكية على قول مالا تفعل ، فهي تتدخل في الشؤون الداخلية للدول التي ليست على الهوى الأمريكي وتعمل على خلق المشاكل لهذه الدول الى مستوى الانقلابات العسكرية والامثلة كثيرة ، ومن ابرزها غزوها الفاشل لخليج الخنازير في كوبا اثر الثورة الكوبية بقيادة فيدل كا ستروا وصديقه البطل الثوري جيفارا على نظام باتيستا عام 1959 وفرض حصار على الجزيرة الكوبية لخمسين عاما واحتضان انقلاب شباط الأسود في عام 1963 في العراق والقضاء على ثورة 14 تموز بمساعدة أمريكية ، ومساعدة الكيان الصهيوني في حربه ضد العرب في 5 حزيران عام 1967 ، والمساهمة والمساعدة في الانقلاب العسكري على الرئيس التشيلي الشرعي سلفادور اليندي عام 1973 ونصب العداء للرئيس الفنزويلي الراحل شافيز ودعم المعارضة الفنزويلية واحتلالها أفغانستان والعراق دون تفويض دولي ، والاسهام في اسقاط نظام القذافي ودعم الإرهابيين في سوريا لخمس سنوات متتالية ودعم القوميين وبعض النازيين في أوكرانيا والذين اسهموا في اسقاط نظام الرئيس المنتخب وهي تعمل ذلك دون استشارة احد او الطلب الى الدول الأخرى لأبداء المساعدة ، فهل تقدمت الولايات المتحدة الى دولة أخرى لتسهم معها في حل مشكلة دولية معينة ، الجواب بالطبع لا ، هي تحكم على الاخرين وهي تعاقب ، فاين مشاركة الاخرين في وضع الحلول ليقول الرئيس الأمريكي ان بلاده لا تستطيع فرض السلام في بلاد اجنبية لوحدها؟ ان أمريكا لا تشرك أحدا بل هي تعمل المشاكل للآخرين وتعاقب كما ترى، من حيث المبدأ الشراكة في وضع الحلول غاية في الرشد والعقلانية ، كي لا يقال انفردت دولة بعينها بوضع الحلول التي ربما لا ترقى الى الحل المقنع ،
ويقول السيد أوباما انهم لا يمكن ان يقفوا مكتوفي الايدي إزاء قهر الحكومات لشعوبها ، وبالتالي تريد بلاده تغيير الأنظمة في بعض الدول التي لا تنسجم طروحاتها مع الطروحات الامريكية وبالتالي يعد النظام السوري ضمن قائمة الأنظمة التي لابد ان تتغير من وجهة النظر الامريكية ، وبالتأكيد ليس هناك من يقف مع الأنظمة الدكتاتورية او المستبدة او الأنظمة التي تضطهد شعوبها ولكن المطلوب يا أيها الرئيس ان تتعاملوا مع الجميع بأسلوب واحد وليس على المزاج وبما يتناغم مع ما تريدون ، والا ماذا تسمي ممارسات بعض الحكام في دول صديقة لكم تغضون الطرف عن ممارساتهم بل وتساعدونهم في اضطهاد شعوبهم وتؤيدونهم ومن هذه الدول تركيا التي تعمل على اضطهاد الاكراد رغم ان عددهم في تركيا يتجاوز الـ 17 مليون نسمة، فلماذا لا تحرك أمريكا ساكنا ولما ذا وقفت الإدارة الامريكية مكتوفة الايدي ، لكن ذلك ليس غريبا بل مألوف ذلك لدى الإدارة فهي دائما تتعامل بازدواجية مفرطة مع الدول الأخرى.