المنبرالحر

لك رياض / ابراهيم الخياط

شرّع البرلمان أواسط آذار 2015 قانون مجلس الخدمة العامة الاتحادي. أصدره ووضعه على الرفّ، لكن التظاهرات كانت سببا للمناداة بتشكيل الهيأة المسؤولة عنه، كون هذا المجلس يقطع حبلا ثخينا من حبال المحسوبية والمنسوبية وتعيينات الولاء القومي والطائفي والعائلي والشخصي، وربما يكون حلا لمعاناة الآلاف من الخريجين.
قرأت دراسة للدكتور عمار المياحي عن الطبيعة القانونية للوظيفة العامة في العراق، ذكر فيه شروط تولي الوظيفة العامة، أولها مبدأ تكافؤ الفرص في شغلها، اذ نصت المادة (15) من دستور جمهورية العراق على ان: تكافؤ الفرص حق مكفول لجميع العراقيين، وتكفل الدولة اتخاذ الإجراءات اللازمة لتحقيق ذلك.
إضافة لما كرسته المادة (14) من الدستور أيضا في ان العراقيين متساوون أمام القانون، دون تمييز بسبب الجنس أو العرق أو القومية أو الأصل أو الدين أو المذهب أو المعتقد أو الرأي أو الوضع الاقتصادي والاجتماعي.
وعليه فإن التمييز بين الأفراد ينبغي ان يكون وفقاً لكفاءاتهم ومؤهلاتهم وليس لسبب آخر، «إذا ما كنا نسعى لهدف إنجاح الجهاز الإداري في ممارسة نشاطه. لذا يفترض التركيز في التعيين على الوسائل العملية الاختيارية باعتبارها أساسا لاختيار الأفراد لشغل الوظائف العامة، وعلى وفق الكفاءة والمقدرة والمؤهلات».
وثاني الشروط يتعلق بالمتقدم للتعيين أن يكون عراقياً وسالماً من الأمراض وبالغا السن القانونية للتعيين، فضلا عن توفر حسن السيرة والأخلاق.
وبما أن هذه الشروط، لا يمكن ان تكون كافية، عليه يلجأ المسؤولون إلى أسلوب الاختيار الحر، اذ يكون مثلا من حق رئيس الحكومة ان يعيّن مَنْ يرى أنه أهل، وفق قناعته، أو يلجأ المسؤولون إلى أسلوب المسابقة، أي إخضاع المتقدمين للتعيين لاختبارات تحريرية أو شفوية أو شفوعملية، أو أن يلجأوا إلى أنظمة تعيين مبتكرة مثل القرعة.!
أما إذا خضع تشكيل الهيأة المسؤولة لمجلس الخدمة العامة الاتحادي إلى المحاصصة الطائفية باعتباره (هيأة مستقلة) كمفوضية الانتخابات وأخواتها، فإذاك لا تستبعد أن تصلك أخبار التعيين بالهاتف وخير دليل هو «رياض» الذي قدم مع أقرانه الخريجين طلبا للتعيين في إحدى الوزارات «السيادية»، وبعد أيام، حسب ما قالت البابلية مها، نعم بعد أيام رنّ هاتف الطابوكة عند رياض، وجاءه الصوت:
ـ انته رياض؟
ـ نعم اتفضل..
ـ انته امقدم فايل مال تعيين بيه مستمسكاتك الأربعة اوياهن صور؟
ـ نعم استاد .. أشكرك استاد.. أأمرني استاد..
ـ لك رياض .. شخبصتني استاد استاد استاد .. اني طالع على باب الله ألم قواطي ولكيت فايلك مشمور بالزبالة.. كلت خطية.. خاف تحتاج الصور مالتك ابمعاملة جديدة..