المنبرالحر

القصف الروسي يحول الاشرار الى اقزام / مؤيد عبد الستار

منذ اكثر من عام والتحالف الدولي المعلن يصدر البيانات عن قصف المجاميع الارهابية التي استطاعت التمدد من الشام الى العراق ، وتحت القصف الامريكي الذي بلغ الاف الغارات الجوية تمكنت داعش واخواتها من احتلال الرمادي والتمترس في الموصل وبيع النفط بسهولة تفوق امكانية الحكومة العراقية على تسويق نفطها من الانبوب العابر لكردستان في طريقه الى تركيا.
وبين تضارب الانباء التي كانت تكشف القاء الطائرات الامريكية بالاسلحة الى الارهابيين في تكريت وبيجي وديالى ، ظل الناس بين مصدق ومكذب ، في حيرة من امرهم ، كيف تساعد امريكا والدول المتحالفة معها الارهابيين في العتاد والسلاح ! حتى ان رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي كذب تلك المساعدات في وسائل الاعلام المرئية ، وظل المواطن العراقي ينتظر كشف تلك الحقائق مسلما امره الى الواحد القهار ، فجاءت المفاجأة الروسية لتكشف زيف الادعاءات الامريكية في ضربها للارهابيين في سوريا والعراق ، وعرف الناس الان سر سقوط الرمادي وتمكن داعش من السيطرة والتمركز في محافظة نينوى ، وربما لهذه الاسباب سارع القائد الهمام النجيفي في رفض القصف الروسي لداعش او التعاون مع الروس في ضرب الارهاب ، بدلا من ان يسارع الى حمل بندقيته ليحرر اهله وبنات الموصل من ايدي المجرمين الذين استباحوا الحرمات وباعوا النساء في سوق النخاسة ، وهذا ما كان يفعله اي - شقاوة - في باب الشيخ وعكد الاكراد ببغداد دون تردد ، والله يرحم خليل ابو الهوب وابن عبدكه بمناسبة ذكر الشقاوات .
كشف القصف الروسي ما كان يجري خلف الستار من تلاعب بمصائر الناس في سوريا والعراق ، ففي الوقت الذي اعلنت فيه قوى التحالف الدولي ان القضاء على داعش بحاجة الى سنوات نرى ان القصف الروسي الذي لم يمضي عليه اسبوعا واحدا يجعل الدواعش ومن لف لفهم والدول الراعية لهم يسرعون الى الدب الروسي يرتمون تحت اقدامه من اجل ايقاف هجماته الموجعة وضرباته القاصمة .
واغرب ما ذكر من اراء ما جاء على لسان انور عشقي من ان الضربات الروسية لداعش تساهم في نشر الرذيلة : (أكد رئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات السياسية والاستراتيجية اللواء الدكتور أنور عشقي لـ"سبق"، أن ضربات روسيا لـ"داعش" تنشر الرذيلة : وقال ان "دول التحالف تضرب داعش بطريقة استراتيجية ووفق مراحل، يأتي أولها إيقاف مدّ داعش، والثانية تقليص مساحتهم، والثالثة القضاء عليها، ولأجل ذلك كانت الضربات مرشّدة، وليس كالجانب الروسي الذي تُعد ضرباتها عشوائية،
وتسببت في هروب داعش لمناطق أخرى وتشكل جماعات جديدة أخرى، وبهذه الطريقة
تكون روسيا نشرت الرذيلة، ومن هذا المنطلق لا بد من ترشيد الضربات، موضحاً
أن دول التحالف بالطبع غير داعمة لداعش)". ومن هالمال حمل جمال !!! الرابط اسفل المقال .
وبين ليلة وضحاها اصبحت سوتشي ، مدينة الالعاب القرمية الروسية ، قبلة اصحاب العباءات المذهبة ، يسيرون على البساط الاحمر الروسي وهم يخفون الخطى بذل وهوان، يقفون وكأن الطير على رؤوسهم بين ايدي القيصر الروسي النبيل وهو يحدق في وجوههم المصفرة وينظر لهم شزرا نظرة الصقر البازي، فالويل لهم مما جنت ايديهم من جرائم بحق شعوبهم وابناء دينهم الابرياء الذين قتلوا وهجروا واستبيحت نساءهم وهدمت منازلهم دون ذنب اقترفوه .
على الباغي تدور الدوائر ، فقد جاء اليوم الذي ينتقم فيه الابرياء من المجرمين الذين سيلوذون بالفرار الى احضان رعاتهم ، وسيذوقون الويل على ايديهم ، وسيرى الذين ظلموا اي منقلب ينقلبون .
http://sabq.org/KeJgde