المنبرالحر

وهمُ العيد في العراق / زاهر نصرت

لا يخفى على احد ان أعياد المسلمين واقصد هنا عيد الفطر وعيد الأضحى من اهم المناسبات السنوية التي يحتفلون بها لأنهما مرتبطان بمناسك دينية مقدسة ومهمة هي الصيام والحج ، والعيد يكون في الأصل مناسبة لإظهار الفرح والسرور ولكن هل هذا الفرح والسرور نعيشه اليوم في العراق ، قبل ان اتحدث اعرج الى قول الشاعر ( عمر بهاء الدين الاميري ) الذي يرى في العيد يوم نحس وشقاء حيث يقول :
يقولون لي : عيدٌ سعيدٌ ، وانه #### ليومُ حساب لو نحسُ ونشعرُ
أعيدٌ سعيدٌ !! يا لها من سعادةٍ #### واوطاننا فيها الشقاءُ يزمجرُ
ان العراق لا يزال ينزف دماً ويتعرق دمعاً من جراء الصراع على السلطة بين من أتوا على ظهر الدبابة الامريكية ومن استبد بهم اليأس فاستعانوا بدول شرقية وغربية التي جردتهم من هويتهم وحتى هواياتهم ، هيهات لشعب ان يحلم بعيد سعيد بعد عقد من الفوضى والفساد والإرهاب لا ترافقه ولا تسبقه ولا تتبعه عبوات وسيارات مفخخة وكواتم صوت واغلاق طرق وان لا تسيل به دماء زكية ظلماً وعدواناً .
لقد تراكمت المآسي والهموم علينا وعلى شعبنا فأصبحت الأعياد مجرد مظاهر لا تصَّور الواقع الذي نعيشه ، وهنا كذلك أتذكر بيت شعر ينطبق علينا بسبب شدة الألم الذي نعيشه وهو للشاعر ( المتنبي ) حينما قال :
عيدٌ بأية حالٍ عدت يا عيدُ #### بما مضى ام لأمر فيك تجديدُ
العيد يكون لنا عيدٌ في اليوم الذي يعيش فيه المواطن العراقي في حرية حقيقية تعتمد على الصدق والحق والشعور بالأمان ، والعيد عندما يكون الشعب هو مصدر السلطة ، والعيد عندما يتم القضاء على لصوص الحكم والأرض والمناصب ، والعيد عندما يتخلى حكامنا عن الظلم والاستبداد وان يعلنوا ان الشعب هو مصدر السلطات ويبدأوا بالتغيير من انفسهم فيكونوا قدوة حسنة صادقة في اقوالهم وافعالهم . فهذا هو عيدنا الحقيقي الذي لن يشرق على عراقنا الحبيب الا بهذه المظاهر التي لا بد منها لنفرح بالعيد .