المنبرالحر

مقارنة انسانية بين الشهيد(لافين)والمسؤولين الفاسدين ../ علي فهد ياسين

الشهيد(لافين) مواطن سويدي من اصول عراقية، تصدى لهجوم ارهابي لملثم على مدرسة(كونان)في مدينة(ترولهيتن)الواقعة في جنوب غرب السويد يوم الخميس الماضي،وأستشهد دفاعاً عن القيم الانسانية التي يحملها، أثناء محاولته نزع قناع المهاجم لكشفه أمام القانون.
هذه الواقعة تمثل صفحة من النشاط الامريكي الذي (يلعب)بأحداث العالم على هوى سياساته المعادية للانسانية، فقد أثبتت تحقيقات الشرطة السويدية، أن المهاجم الملثم المرتدي(لباساًأسوداً) والحامل سيفاً، كان يُقلد(دارث فادر)الشخصية الرئيسية في السلسلة الامريكية(حرب النجوم)،وكان داعماً لسياسات حزب(السويديين الديمقراطيين)اليميني المناهض للمهاجرين.
الشهيد(لافين)هو ابن واحدة من العوائل العراقية التي استهدفتها الدكتاتورية البعثية المقيتة باسقاط الجنسية والتهجير، ولم تنصفها الحكومات المتعاقبة في زمن(الديمقراطية) بالاعتراف بأحقية انتسابها الوطني للعراق، وتعويضها عما لحقها من مصائب بشهدائها وتشريدها وفقدان أبنائها وخسارة ممتلكاتها الناجمة عن محنتها مع الدكتاتورية.
ان واقعة مدرسة(كرونان)السويدية تكشف بما لا يقبل الشك المواجهة بين فريقين، الفريق الأمريكي وذيوله من أنصار الأحزاب اليمينية في بلدان العالم، وبين المكتوين من سياساته العنصرية اليمينية المعادية للانسانية، فقد أختار الملثمون ضحاياهم تبعاً لاصولهم العرقية، فيما بادر الشهيد لانقاذ الطلبة بغض النظر عن تلك الاصول، ليثبت للعالم بأن رسالته الانسانية لم تتقيد بأصله العرقي، بالرغم مما تعرضت له عائلته من جور وظلم في العراق، الذي كان مرضياً عن حكامه من قبل الامريكيين المدعين بدفاعهم عن حقوق الانسان أثناء تهجيرها القسري من العراق، مثلما تسببت النزاعات الطائفية وجرائم داعش بتهجير الملايين من العراقيين والسوريين تحت انظار الامريكيين!.
هذا الشهيد العراقي الأصيل وأبن العشرين عاماً فقط، من أين لي أن أستشهد بمقارن له في العراق؟،هل أختار وزارة التربية العراقية لتسعفني في ذلك، ووزيرها رهن الاعتقال بتهم فساد؟، أم أفتح الباب مشرعاً للمقارنة بينه وبين باقي المسؤولين الفاسدين في المنطقة الخضراء ورديفاتها في المحافظات، عسى أن أجد مسؤولاً مكافئاً له بالضمير والنزاهة والشجاعة دفاعاً عن المبادىْ الانسانية التي يفرضها عنوانه الوظيفي ؟!.
لقد سمى رئيس وزراء السويد يوم الجريمة بـ (الخميس الأسود)،ولاشك بأن حكومته وشعب السويد سيتذكرون مواطنهم العراقي الأصل الشهيد(لافين) بما يليق به من تكريم يحفظ فعله الانساني النبيل على مدى الأجيال، وسيبقى الدور على حكومة العراق لتأكيد حقه وحق عائلته في تمجيد ابنها البار الذي قدم مثالاً للعراقي الأصيل المناهض للارهاب اينما وجد.
المجد والذكر الطيب للشهيد لافين اسكندر، والعار للقتلة وأسيادهم الارهابيين.