المنبرالحر

الشعب يقاتل الارهاب والنواب يجمعون التواقيع ..! / علي فهد ياسين

والشعب يواجه أشرس هجمة ارهابية تهدد كيان الدولة برمتها، ويقدم قوافل من الشهداء من أشجع وأنبل أبنائه، دفاعاً عن القيم الانسانية وعن الحياة الكريمة التي يستحقها، بعد عقود من الدمار وضياع الثروات والتضحيات الجسيمة التي يشهد لها العالم أجمع، يعود نوابه الى (لعبة)جمع التواقيع التي أضحت مسلسلاً مكشوف الأهداف لتهديد بعضهم لبعض، وصولاً الى اتفاقات جديدة لتقاسم الغنائم، وهذه المرة يكون عنوان الحلقة في هذا المسلسل هو اقالة رئيس مجلس الوزراء حيدر العبادي!.
وكالعادة يكون للخبر مقدمات لفحص تأثيره في الشارع، من خلال تسريبه لبعض وسائل الاعلام، عن طريق مصدر نيابي(يفضل عدم ذكر اسمه)،وهو اسلوب يتقاطع مع واجبات ومسؤوليات وأساليب أداء عضو مجلس النواب المتمتع بالحصانة، التي يفترض انها تزيده شجاعةً في أداء دوره كنائب عن (100)مائة ألف عراقي اختاروه لتمثيلهم في برلمان الشعب، وليس برلمان الكتل النيابية ومماحكاتها ودهاليز منافعها على حساب حقوق المواطنين.
الحلقات السابقة من(مسلسل)جمع التواقيع في مجلس النواب لم تفض أيَ منها الى نتائج على مدى دورات المجلس، وقد انكشفت أهدافها البعيدة عن المصلحة العامة والقريبة من خدمة الكتل والاحزاب الممثلة بالبرلمان، لكن الحلقة الاخيرة المستهدفة عزل العبادي في هذا الوقت تحديداً هي أخطر الحلقات في هذا النشاط (العبثي)الذي تعود اليه كتل مجلس النواب، لأن الواجب الأهم الآن هو توحيد الصف الوطني العراقي(شعب وقوى وطنية ومنظمات مجتمع مدني وحكومة ومجلس نواب وسلطة قضائية) لمواجهة الارهاب وشحذ الهمم والامكانات لتحرير الارض وعودة النازحين واعادة البناء وتعويض الشعب عن معاناته الثقيلة نتيجة الاداء غير المنضبط للسياسيين.
ومهما يكن مستوى أداء رئيس مجلس الوزراء الذي تستهدفه حملة التواقيع الآن، فأن ضعف ادائه هو نتاج تراكم أداء أحزاب الكتل التي يجمع بعض نوابها التواقيع لإقالته الآن، فأين كانت هذه الكتل من الرؤساء الذين سبقوه؟ ولماذا لا يقوم رؤسائها وأحزابهم بإعادة تقييم لأسباب الخراب الذي تسببت به صراعاتهم السياسية على المنافع طوال السنوات الماضية؟،وهل هذا هو الوقت المناسب لإرباك الوضع السياسي من جديد بالتزامن مع الانتصارات الباهرة لقوى الشعب على عصابات الارهاب ؟؟.
ان تلازم طرفي معادلة الارهاب والفساد أمراً مفروغاً منه، مثلما هو أمر دفاعهما المشترك عن مواقعهما في مواجهة الشعب، لكن النشاز في الواقع العراقي هو أن لا يعرف المحسوب على خندق الشعب دوره في هذه المواجهة !!.