المنبرالحر

سندوتشات سريعة عبر قطار التواصل الاجتماعي / طلعت الصفدي

يا قيادات القوى الوطنية والإسلامية الفلسطينية....هل تعلمتم من دروس الانتفاضات الشعبية المتتابعة ؟؟ هل أدركتم ماهية المخطط الإسرائيلي والاعتداءات الإرهابية السابقة والحالية واللاحقة على شعبنا في الضفة وغزة والقدس وأهلنا في 48 ومواقع الشتات واللجوء والمخيمات ؟؟ هل دماء شباب الوطن وأهلنا رخيصة حتى يزج البعض بهم في معارك دون حساب للشهداء والخسائر الفادحة، خصوصا عندما يكون الجنود محصنين في مواقعهم المحكمة ؟؟ ولا يتأثرون بالحجارة المقذوفة من مسافات بعيدة دون إصابة أحدهم، كما حصل في مستوطنة ( نحال عوز ) على حدود شرق مدينة غزة التي راح ضحيتها 8 شهداء في لحظات المواجهة مع جنود الاحتلال .... اليوم واقع غزة ليس كواقع الضفة الغربية فالاختلاف كبير رغم أن الاحتلال الإسرائيلي واحد ... فأهلنا وشعبنا الفلسطيني في القدس والضفة، وفي 48 ،يواجهون جنود الاحتلال ومستوطنيه وجها لوجه دون ساتر أو تحصين في الشارع والحارة والسوق والأقصى... في حين أن الجنود المتمركزين على الحدود في قطاع غزة محصنون بتحصينات إسمنتية، والسياج الواقي لهم ارتفاعه أكثر من 20 مترا لا تؤثر فيها الحجارة .. !!! هل تعلمتم من دروس الانتفاضات وخصوصا الانتفاضة الكبرى عام 1987 التي شارك فيها كل مكونات المجتمع الفلسطيني، وعندما جرى عسكرة الانتفاضة فقدت قدرتها على التواصل، وتراجعت الجماهير عن المشاركة في فعالياتها، بسبب بعض الممارسات المسيئة للنضال الوطني، والتعديات على المواطنين، واستخدام اللثام، في غير موضعه الحقيقي ...
وحتى نواجه ونتصدى لإرهاب الاحتلال ومستوطنيه، علينا أن نبحث عن نقاط ضعفه وليس نقاط قوته .. الاحتلال يسعى إلى أن تتحول الهبة الجماهيرية إلى استخدام السلاح أي عسكرتها، حتى يمتلك مبررا، ويوجه رصاصاته ضد شعبنا ...هناك العديد من الفعاليات التي يمكن استخدامها لنصرة أهلنا وشعبنا في القدس والضفة وأهلنا في 48 .. فالمتاجرة بالدم لن تخدم قضيتنا الفلسطينية ،وكذلك الرسائل الجهوية والذاتية. إن شعبنا سيدافع عن أقصاه وقدسه وأرضه وحريته بكل الوسائل التي تخدم قضيتنا، وتوقع الخسائر في جنوده ومستوطنيه .. وعلى القيادات أن تتحمل مسئوليتها التاريخية، وتسرع في توحيد شعبنا وتعمل فورا على إنهاء الانقسام العار .. واستعادة الوحدة الوطنية والتفاهم على برنامج سياسي واستراتيجي وتطوير الهبة الجماهيرية ومقاومتها الشعبية، وحمايتها وتشكيل جبهة وطنية موحدة ..كما أن إطلاق الصواريخ من غزة في هذه المرحلة الآن لن يخدم وطننا بل يحرف المعركة عن ما يجري من مخطط في الضفة الغربية، والقدس والأقصى، ومحاولات زرع مستوطنيه في باحاته المقدسة على طريق تقسيمه زمانيا ومكانيا ،لن يجلب لشعبنا إلا الدمار والخراب خصوصا أن شعبنا في قطاع غزة لا زال يعاني من ويلات عدوان 2014 وما قبله ولم يلملم جراحه بعد .
وحتى لا تذوب وتتراجع الهبة الانتفاضة تحتاج لحمايتها بالإسراع باتخاذ خطوات على الأرض في مقدمتها تشكيل جبهة وطنية موحدة للمقاومة الشعبية ... لها برنامج سياسي موحد .. هدفها إنهاء الاحتلال وتجسيد الدولة الفلسطينية على ألأرض... فإسرائيل دولة الإرهاب تتحمل المسئولية كاملة عن إرهاب حكومتها وجنودها ومستوطنيها ... والعمل على تكثيف الجهود لمحاسبة إسرائيل على جرائمها بحق شعبنا على كل المستويات الحقوقية والسياسية والدولية .. وهذا يتطلب فورا تعزيز وحدة الوطن وإنهاء الانقسام والتوحد من أجل إستراتيجية سياسية وكفاحية موحدة ... ومن حق شعبنا الدفاع عن نفسه بكل الوسائل والأدوات التي تخدم معركته ضد الاحتلال.
إن أدوات ووسائل مقاومة الاحتلال ليست شكلا واحدا .. بل هناك المئات من أشكال النضال من الشكل البسيط إلى الأكثر تعقيدا، لا يجب أن نضعها في تعارض . لكل إنسان فلسطيني طفلا أو امرأة أو شابا أو مواطنا عاديا القدرة على المساهمة في مقاومة الاحتلال دون تمييز بين من يحمل السلاح ومن يحمل الحقد على الاحتلال ...من التكشيرة في وجه جنود الاحتلال ورفضه إلى أكثرها رقيا العمل المسلح والعنيف بما يتلاءم مع القوة الذاتية والواقع الموضوعي.. ومن أهمها الفكر والإعلام .. وكما قال مكسيم جوركي " قبل تسليح الأيادي لا بد من تسليح الرؤوس " . الإعلام ليس مرهونا فقط بوسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمكتوبة، فكل منا يمكن أن يشارك في فضح سياسة وإرهاب الاحتلال، وشعبنا لديه من الأصدقاء والمعارف على كل المستويات العربية والإقليمية والدولية .. فعلى سبيل المثال هناك المئات من المقاطع واللقطات عبر مواقع التواصل الاجتماعي تعكس فاشية الاحتلال وإرهابه الذي يمس كل حياة الفلسطينيين أرضا وشعبا وتاريخ وحضارة ومقدسات.. الخ هل يتطوع كل من لديه تواصلا مع الآخرين وفي مقدمتهم الشباب باستخدامها لتعرية ممارسات الاحتلال وإرهابه وعدوانيته للحضارة العربية والإسلامية كجزء من التصدي للرواية الصهيونية والامبريالية ؟؟؟ هل يمكن تشكيل تجمع شبابي لهذه الغاية هدفها فضح وتعرية ممارسات الاحتلال في كل القضايا حتى البسيطة والتركيز على القضايا الإنسانية، وإرسالها إلى كل المعارف والأصدقاء والمؤسسات الحقوقية والقانونية والنقابية والبرلمانية والأحزاب والقوى الديمقراطية والقومية والتقدمية والشيوعية في العالم بما فيها العائلات التي تحتضن الفلسطينيين، والى كل برلماني في العالم، ومحاضر في الجامعات كافة ؟؟؟ وترجمتها إلى كل اللغات في العالم بما فيها الانجليزية والفرنسية والاسبانية والروسية والبرتغالية والألمانية ...الخ فكروا أيها الرفاق والأصدقاء وكل الشباب الفلسطيني في كل دول العالم .. وتواصلوا مع بعضكم تحت فكرة واحدة.... " كيف يمكن فضح وتعرية ممارسات الاحتلال ضد شعبنا في الضفة الغربية والقدس وغزة وداخل إسرائيل وفي مواقع الشتات واللجوء" ولتعزيز تضامن المجتمع الدولي مع قضيتنا العادلة، ومن لديه أفكارا إبداعية فعليه أن يطرحها حتى تتطور الفكرة وتتحول إلى الفعل والعمل، كجزء من المعركة النضالية الكبرى .
الحلقة ( 2 )
قال دافيد بن جوريون أول رئيس لوزراء إسرائيل " قوتنا ليست في سلاحنا النووي بل في تدمير وتفتيت ثلاث دول كبرى حولنا العراق - سوريا- مصر وتحويلها إلى دويلات متناحرة على أسس دينية وطائفية، ونجاحنا لا يعتمد على ذكائنا بقدر ما يعتمد على غباء الطرف الآخر " .
وما تصريح المساعدة الجديدة لوزير الخارجية الإسرائيلي، " أن كل الأرض التي تقع بين نهر الأردن والبحر المتوسط تعود إلى إسرائيل " ( أي الضفة الغربية المحتلة كلها بلحمها وعظمها بجبالها ووديانها وسهولها وخرباتها ومدنها وقراها ومساجدها وكنائسها .....الخ ولكن بدون أهلها المنزرعين وأصحابها الشرعيين ما قبل التاريخ )، ورفضها إقامة الدولة الفلسطينية في الضفة وغزة ..! وكذلك تصريحات السياسيون والعسكريون الإسرائيليون إلا تأكيد على خطة ممنهجة لفرض وقائع على الأرض تمنع إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة كاملة السيادة. . فلاديمير ايلتش لينين قائد ثورة أكتوبر الاشتراكية يؤكد " إن الحركة الصهيونية هي حركة رجعية تضع نفسها في خدمة الاستعمار والنظام الرأسمالي العالمي، ولهذا فإنها معادية للشعوب والتحرر الوطني والاجتماعي والديمقراطي " .. كما أكد جوزيف ستالين "بان اليهود لا يمثلون أمة" .. وطالما أن اليهود لا يمثلون أمة أو قومية فليس لهم الحق في فلسطين . لقد أكدت كل التجارب على الأقل منذ قيام دولة الاحتلال إنها تضع نفسها في خدمة الامبريالية والقوى الرجعية والظلامية .
ما يجري اليوم في الأراضي الفلسطينية المحتلة هي هبة جماهيرية شعبية سلمية، تحمل في جنباتها هدفين، الأول أساسي وجوهري، إزالة الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس الشرقية بلا مستوطنين ومستوطنات، وعودة اللاجئين لديارهم التي هجروا منها طبقا للقرار الاممي 194، والهدف المباشر الذي يخدم الهدف الأول، يتمثل في وقف الاستيطان ومصادرة الأراضي، والتصدي لكل محاولات تهويد مدينة القدس، وحماية المسجد الأقصى أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، ووقف تعديات الجنود وغلاة المستوطنين الذين يسعون بخطة مبرمجة لتقسيم المسجد الأقصى زمانيا ومكانيا، وحتى يتحقق هذا الهدف، لا بد من تنظيم التحركات الشعبية، وحمايتها، والإسراع باتخاذ خطوات على الأرض في مقدمتها تشكيل جبهة وطنية موحدة للمقاومة الشعبية، وتعزيز دور الجماهير وانخراطها في لجان الحراسة والإغاثة والمساعدة والوقوف إلى جانب اسر الشهداء والجرحى وأصحاب البيوت المهدمة، وتفعيل دور الأعلام وعدم الوقوع في مستنقع الإعلام الإسرائيلي الذي يحاول أن يبرر القتل المتعمد وبدم بارد تحت حجج ووقائع كاذبة وملفقة، إن إسرائيل دولة الإرهاب والعنصرية هي من تتحمل المسئولية الكاملة عن إرهاب حكومتها وجنودها ومستوطنيها، أمام شعبنا الفلسطيني والعربي، وأمام العالم ومؤسساته ومنظماته الدولية، ولضمان نجاح الهبة الشعبية ومنع انزلاقها في المربع الإسرائيلي، وابتعادها عن هدفها، ومحاولة البعض زجها في متاهات وشعارات عنجهية لا يساهم في تطويرها وتفعيلها وتأثيرها على الساحة العربية والإقليمية والدولية. إن أخطر ما يعرقل فعالياتها ويعيق تطورها وتصديها للاحتلال، عسكرتها وإخراجها من بعدها الجماهيري والكفاحي، وإعطائها سمة العمل المسلح أو انتفاضة السكاكين مما يشكل خطرا عليها. إن الهبة الجماهيرية، تحتاج فورا للوحدة الوطنية وإنهاء الانقسام،وتوسيع حجم المشاركة الجماهيرية وحمايتها وإسنادها بكل الطاقات والإمكانيات المتوفرة، وتعزيز صمود شعبنا، والضغط من أجل أن يقوم المجتمع الدولي بدوره في الاعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلة، الواقعة الآن تحت سلطة الاحتلال الإسرائيلي، وحماية شعبنا الفلسطيني من إرهاب المحتلين، وعدم الخضوع لكل الضغوط من أجل العودة إلى ما سبق للمفاوضات الثنائية برعاية الولايات المتحدة الأمريكية، بل تدويل القضية الفلسطينية وبإشراف الأمم المتحدة وبعقد مؤتمر دولي لتطبيق قرارات الشرعية الدولية، وتطبيق قرارات المجلس المركزي الأخيرة .
الحلقة ( 3 )
العالم الذي نحياه تعيش فيه فكرتان: الأولى تنظر بتحد وبشجاعة وبجرأة إلى الغموض والأسرار المحيطة بها، وتسعى إلى حل هذا الغموض، والثانية تعترف بأن هذه الأسرار لا يمكن حلها ولهذا تخاف منها وتعبدها. تؤمن الأولى بأن العالم لا يمكن أن يكون مجهولا إلى الأبد، والثانية تؤمن بأن هذا العالم مجهول إلى الأبد. الأولى تخوض معركة المعرفة وتتعرض للمصاعب في طريقها، لكنها تزداد صلابة وقوة، وعلى قاعدة الصراع الذي لا يميتك يمنحك القوة والصلابة، والثانية ترتعب وتفشل وتحاول تبرير فشلها. الأولى تضع نفسها في خدمة الجماهير وتسلحها بالمعرفة لمقاومة الاحتلال والاستبداد والظلم والاستغلال، تتصدى لقطاع الطرق والانتهازيين والفكر ألظلامي وكل الفاسدين وناهبي خيرات الشعوب، تقدس العمل الذي حول القرد إلى إنسان، والثانية تضع نفسها في خدمة نفسها وطبقتها، وتعيش باستمرار على امتصاص دم الآخرين ونهب قوة عملهم، وتخاف من ثورة الفقراء والجياع والمستضعفين ومن الثوريين. الأولى تؤمن بفلسفة التغيير والتطور لتغير من واقعها وتفقد أغلالها وبقاء الحال من المحال، والثانية تؤمن بفلسفة الثبات والجمود لتحافظ على امتيازاتها وسرقاتها ونهبها للشعوب، وتضفي عليها شعوذات وكأن الرب حاميها.
الهبة الجماهيرية السلمية الفلسطينية، بصدورها العارية وحجارتها المقدسة، وتمردها الطبيعي على الظلم والقهر، وتحديها للواقع المرفوض، جاءت ردا طبيعيا على الممارسات الإرهابية التي تنفذها حكومة اليمين المتطرفة في إسرائيل، وحكومة نيتنياهو الفاشية، وغلاة المستوطنين ضد قضيتنا الوطنية، وإصرارا على الوجود التاريخي للشعب الفلسطيني في فلسطين، والتشبث بأرض الأجداد والآباء، وضد ممارسات التطهير العرقي، والإبادة الجماعية، واستسهال القتل والتدمير، ومحاصرة وتضييق الخناق على أهلنا في القدس والمسجد الأقصى رمز الشعب الفلسطيني، وعاصمة دولته العتيدة، والاعتداءات المتكررة في الضفة الغربية وقطاع غزة، وفي 48. هذه الممارسات الإرهابية الفاشية، تشكل تحديا للشعب الفلسطيني والعربي والدولي، ولكل المنظمات الدولية القانونية والحقوقية وللأمم المتحدة، ولمجلس الأمن والرباعية، ولكل المجتمع الدولي الذي بات عاجزا عن تحقيق العدالة السياسية للشعب الفلسطيني. ومع استمرار عجز القوى الوطنية والإسلامية في إنهاء الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية، وغياب إستراتيجية سياسية وكفاحية موحدة، تقودها منظمة التحرير الفلسطينية، قائدة نضاله برغم تراجعها، وتعثرها، سيبقى الوضع الراهن متدهورا، ولن تحقق هبته الباسلة حتى الهدف المباشر لها، في مقدمتها وقف الاستيطان، والاعتداءات اليومية للجنود والمستوطنين على المسجد الأقصى وفرض واقع لتقسيمه كما حدث في المسجد الإبراهيمي في الخليل، ووقف زعرنة غلاة المستوطنين على المزارعين والفلاحين والطلبة، والنسوة، وحرق المزروعات وأشجار الزيتون مصدر الحياة والوجود.
وما لم تتوفر الإرادة السياسية للقيادات الوطنية، وتعمل على توحيد الموقف السياسي، والإسراع بتنظيم وحماية وصيانة الهبة الشعبية، وتحديد شعارها وهدفها الواضح بعيدا عن المزايدات والتصريحات الهوجاء لبعض المتنفذين، الذين يسعون إلى زجها في معركة عسكرية مباشرة غير متكافئة، فان الضغوط الأمريكية والأوربية وربما بعض تدخلات دول إقليمية وعربية، ستحاول إعادة العجلة إلى الوراء بحجة العودة إلى الهدوء وضبط النفس، ووقف الهبة الشعبية دون تحقيق أي مكسب للقضية المباشرة، مما يدفع الجماهير المنتفضة إلى فقدان الثقة بالقيادات الفلسطينية الوطنية والإسلامية، ويخلق حالة من الإحباط والقلق خصوصا بين عنصر الشباب الذين قدموا دمهم دفاعا عن الأرض، والأقصى والإنسان الفلسطيني، كما يعكس إلى أي مدى وصل الاستهتار بالدماء الزكية التي سالت من الشهداء، والجرحى، والمعاناة التي يتكبدها المعتقلون وأسرهم وشعبهم .