المنبرالحر

چونى كاكه !/ يوسف أبو الفوز

كنا فرحين جدا بأخبار الانتصارات التي تحققها القوات ألامنية المشتركة ، من الجيش العراقي والحشد الشعبي وقوات البيشمه ركه، على محاور المواجهات مع عصابات الظلام الداعشية ،وتقدمها الاخير في مناطق صلاح الدين والانبار. وكان جَلِيل يروي لأبيه تفاصيل عن عمليات تحرير القصور الرئاسية الواقعة على تلال حمرين، في شمال مدينة تكريت.
من باب المطبخ وبدون مقدمات قالت أم سُكينة : قريباً نشوف من راح يسكن فيها؟ ردها جَلِيل بصوت عال حتى يسمع والده :» مثلما حررها أبطال القوات المشتركة، راح شعبنا يحررها ممن يسكنها بدون حق». ضحك أَبُو جَلِيل وقال لأبنه : «يحررها» ؟... يعني كلامك فيه «أن» ! . والتفتنا جميعا نحو جَلِيل، الذي ضحك وقال لأبيه : لا تورطني، لا «أن» ولاهم يحزنون، لا أفهم كيف تفسر كلامي؟ وضحك أَبُو جَلِيل وقال بصوته الاجش : كنا بالايام السوداء، أيام حكومات العهود الظالمة، نقول متى نتحرر من ظلم الحكام غير العادلين الذين يسرقون حقوق الناس؟ حتى ونحن في السجن، لم نفقد الامل بهذا اليوم، لان تعلمنا ان الظلم عمره قصير وان الشمس لازم تطلع على الحرامية، وهذا أَبُو سُكينة عندكم واسألوه .
لفت انتباهي، ان صديقي الصدوق أَبُو سُكينة، كان يتفرج ويتسمع لأحاديثنا دون ان يشاركنا، على غير عادته. فألتفت له لأحاول سؤاله، ويبدو انه فهم مقصدي فاستعدل في جلسته وقال: ان الايام السوداء، التي يقصدها أَبُو جَلِيل رفيقي في الحياة والسجون والشيخوخة، هي تلك الايام، التي كانت فيها أزلام الحكومات المسعورة، تخاف من كلمة الحق حين نقولها، او نتظاهر ونهتف بها او نكتبها في المنشورات التي نوزعها. وتذكرت هذه الايام ، وانا اتابع الاخبار المقلقة من الاقليم، كيف اعتقلونا مرة انا وأَبُو جَلِيل وآخرين، لأننا وزعنا بيانات تدعو للسلم في كردستان. والان، وأنا اتابع الاخبار، واشوف أن هذا السلم مهدد من جديد، فأن قلبي يوجعني لأن هذه المرة، وللأسف الشديد ، السلم في كردستان مهدد على يد ابناء كردستان وليس غيرهم !
والتفتَ لأبي جَلِيل وقال له : شنو رأيك ناخذ عكازاتنا ونروح لكردستان، الى السليمانية واربيل، وندق أبواب المسؤولين هناك، ونذكرهم بما حل بكردستان من كوارث وقوافل الشهداء التي لم تجف دماؤهم بعد على سفوح جبال كردستان الأبية، من شهداء البيشمركة الأبطال البواسل، الذين قدموا دماءهم ثمناً وهم يدافعون عن العراق وعن الشعب الكردي . ونذكرهم بسنوات عمرنا التي قضيناها في السجن لاجل السلام في كردستان وحتى ينال الشعب الكردي حقوقه المشروعة، ونقول لكل واحد نشوفه ... چونى كاكه ... لو تهدئون الاوضاع وتخففون من التشدد في خطاباتكم، وتعملون بمنطق العقل والحكمة وبروح ديمقراطية، حتى تجنبوا شعبكم مصائب جديدة، او ترجعوا لنا سنين أعمارنا من ايام شبابنا التي قدمناها لأجل حرية ورفاه وتطور كردستان!