المنبرالحر

بغداد تغرق ...مجلس النواب يحاسب... والشعب يقبض من دبش / د. مؤيد عبد الستار

بعد ان هطلت الامطار ، انكشفت عورة البلدية وامانة العاصمة وجميع من له علاقة بالشؤون الخدمية والبلدية ، بدء من وزير البلديات الى الوزارات الخدمية ، اية وزارة ، وزارة بيئة او صحة او مالية او ترفيهية ، ترقيعية ، سياحية ، ثقافية ....الخ الخ .
لا توجد وزارة معنية بشؤون المواطنين تستطيع الادعاء ببراءتها و الافلات من طوق المحاسبة .
اما رئاسة الوزراء ، الجهة التنفيذية الاولى في البلاد ، والمسؤولة عن تنفيذ برامج الوزارات ، ومتابعة الهيئات المالية والخدمية ، فعليها ان تراجع شؤونها وتصلح امرها ، فالفساد والجهل والامية التي تميز المسؤولين والمتنفذين الذين اصبحوا اسرا وعوائل مافيوية يهيمنون على المناصب زرافات ووحدانا بات واضحا لا من خلال القابهم فقط ، وانما من خلال الوانهم واطيافهم وسرقاتهم وجهلهم المطبق بشؤون السياسة وادارة البلاد وامور العباد ، فقلما تجد وزيرا او مسؤولا جاءت به المحسوبية والمنسوبية يستطيع ان يشرح عمل وزارته او برنامج عمله ، اما المدراء والمفتشين العامين ومن لف لفهم ممن يمتون بقرابة او صلة رحم او نسب لهذا الوزير او لذاك المسؤول او رئيس عصابة او لرئيس دواجن حتى ، فحدث ولا حرج ، تشيع بينهم السرقة والشهادات المزورة ، والفساد الاداري والمالي ، ولا يخجلون من تعاطي الرشوة والكومشنات الكبيرة على حساب الاعمال والعقود التي يجب ان تكون نزيهة من اجل فائدة المجتمع والمواطن المحتاج للخدمات الاساسية التي حرم منها طوال عهود وعقود ، فان كنا عانينا مما جرته ادارة البعث المجرمة على البلاد من فساد وتخلف ، فكيف ونحن نتطلع الى حكم ديمقراطي نامل منه ان يبني بلدا على انقاض جماجم البعث وعصاباته التي اوصلت البلاد الى حافة الانهيار .
وما ان نزلت اولى زخات المطر حتى انكشف عري امانة بغداد وبلديتها وضعف ادارة مسؤوليها المتهمين في نهب المال العام و الضحك على الدولة والمجتمع من خلال مشاريع كنس الشوارع بايدي بنغلاديشية او شركات تركية ، ومن خلال تزويق الارصفة بالوان براقة بدلا من حفر المجاري وتنظيف القنوات وتشييد السدود كي تمنع السيول وتقطع جريان المياه المفاجئ بسبب الامطار او ازدياد مناسيب الانهار ، فهاهي بغداد تعاني الامرين بسبب عدم صلاحية القنوات المائية التي تصرف مياه الامطار وعدم وجود شبكة مجاري صحيحة ، وتلك محافظة واسط تعاني من السيول القادمة من ايران لتقتلع الالغام المتروكة منذ عقدين في البراري والمفازات وتجرفها الى المناطق الاهلة بالسكان ليصبحوا ضحايا الامطار والالغام .
المضحك المبكي ان مجلس النواب يريد استقدام السيدة ذكرى علوش ليحاسبها على المصائب التي حلت ببغداد بسبب الامطار .
على هؤلاء النواب ان يحاسبوا انفسهم اولا بدلا من محاسبة هذه السيدة التي وضعوها في مكان لا تستطيع لا هي ولا مائة علوية مثلها ادارته لما فيه من مافيات وسراق وعصابات ، وكان الاولى بهم ان يعقدوا مجلس عزاء على انفسهم يضربون على رؤوسهم بما تيسر لهم من ادوات للضرب المبرح جزاء ما اقترفوه من تقصير في محاسبة كبار المسؤولين الذين اكلوا الاخضر واليابس ، وحصلوا على البراءة من مجلسهم يوم حضروا امامه للحساب .
وما على الجماهير الا الخروج والمطالبة بالاقتصاص من المسؤولين الفاسدين والفاشلين في ادارة البلاد ، وعدم الركون الى الوعود المعسولة التي ما برح السيد العبادي يقدمها على طبق من ورق دون ان يكون لها طعم او لون او مذاق ، فالاشهر المريرة التي مضت تتوجت بهروب المسؤولين المتهمين بالفساد ، واخرهم وزير التجارة الملاس الذي هرب بين المطار ومحطة القطار وصعد ببالون ومنطاد من جنس الوسواس الخناس .