المنبرالحر

موقف كبير لفنان كبير / طه رشيد

قرر رئيس الجمهورية التونسية تكريم الفنان سامي عبد الحميد، أثناء اشتراك الاخير في مهرجان أيام قرطاج المسرحي الدولي بدورته السابعة عشر ضمن وفد وزارة الثقافة الى المهرجان الذي ساهمت فيه الفرقة الوطنية للتمثيل بمسرحية «روميو وجوليت في بغداد» وهي من اخراج الفنان مناضل داود ولعب سامي عبد الحميد فيها دور أستاذ التاريخ.
وجاءت الرغبة بتكريمه تقديراً لمسيرته الفنية خلال اكثر من نصف قرن، وباعتباره عميد المسرح العربي. فهو اكبر الفنانين العرب الاحياء سناً وما زال نشطا، تمثيلا واخراجا ومشاريع فنية، رغم بلوغه العقد التاسع من العمر.
اعتذر الفنان سامي عبد الحميد عن حضور التكريم نزولا عند رغبة المخرج مناضل داود، لاستكمال البروفات (التمارين) على العرض المسرحي العراقي المشارك في المهرجان «روميو وجوليت في بغداد»، وهذا ما اعلنه، مدير المهرجان الاسعد الجماسي في كلمته اثناء الحفل الختامي للمهرجان.
وهكذا وبدل ان يكرم الفنان عبدالحميد في القصر الرئاسي تم تكريمه في المسرح البلدي حيث اقيم الحفل الختامي، ورافقه تصفيق حاد وهو يعتلي خشبة المسرح.
لقد قدم الفنان الدكتور سامي عبد الحميد نموذجا مسرحيا فريدا ودرسا كبيرا جديدا لجيل الشباب العراقي، المساهم في المسرحية، بخصوص الالتزام بمواعيد التمارين.
وكان موقف الفنان سامي عبد الحميد مؤثرا حقاً، وتجسد في الالتزام طيلة أيام التمارين ولم يسجل غياب واحد لعناصر الوفد البالغ عددهم 25 فنانا. ليس هذا فقط، بل امتد الى التأثير على الحاضرين في الحفل الختامي من أشقاء عرب وأجانب. كان فناننا الكبير بحق سنبلة ممتلئة لا تشكو من ثقل حبيباتها، فهي تنحني تواضعا مقرونا بتجربة وخبرة ومعرفة كبيرة.
كان اسم العراق يرفرف فوق الجميع جذلا، يراقص الريح والإبداع.
قال صديقي التونسي بعد المهرجان : لقد قدمتم للجميع صورة العراق الحقيقي المتآخي، التي يحجبها الإعلام عنا.. ثم اطلق زفرة طويلة قائلا: آخ لو الاخوة في بغداد يعملون كيفكم (مثلكم) ويضعون أمام أعينهم الراية (يقصد العلم العراقي الذي كان يرفرف على مبنى المدرسة العراقية في تونس)!!