المنبرالحر

المجد لثورة اكتوبر الأشتراكية العظمى / صادق محمد عبد الكريم الدبش

المجد لقادتها وفي مقدمتهم ..زعيم البروليتاريا الروسيا وقائدها وملهمها فلاديمير أيليتش أوليانوف لينين.
المجد لفكر وأهداف ومنجزات ثورة أكتوبر ، والتي تعتبر أول ثورة في التأريخ بعد كومونة باريس عام 1871م.
المجد لكل المناضلين والناهلين من المعين الثر لهذا الحدث العظيم والمزلزل لمعاقل الرأسمالية العالمية ولفكرها وفلسفتها القائمة على الجشع والأضطهاد والتسلط ، والحروب والثراء على حساب الشعوب وسرقة جهدها وكدها وعرقها ، وتهديد مستقبلها وحياتها المبنية على الأستغلال والقمع وتكميم الأفواه وأشاعة الخراب والدمار ، وأفتعال الحروب والأزمات ، وتهديد السلام والأمن الدوليين مثل ما يحدث اليوم في عالمنا الشرق أوسطي وفي مناطق مختلفة من بقاع المعمورة.
لتعيش ذكرى ثورة الجياع والمحرومين والمضطهدين ، المنتصرة لأرادة كل الشعوب التي تنزع نحو الغد السعيد .
هذه الثورة هي وريثة وثمرة البشرية عبر تأريخها الطويل حيث خاضت نضال عنيدا وداميا ..من ثورة سقراط الفيلسوف اليوناني والذي أعدم لمجرد مخالفته السلطة الرأي والمعتقد، ومرورا بثورة العبيد في 73 ق.م بقيادة المصارع سبارتكوس ضد الأمبراطورية الرومانية ، ولنستذكر ثورة الزنج لعبيد البصرة ضد مستغليهم وسالبي حريتهم وقوتهم وسعادتهم ،
مرورا ( بحسين منصور الحلاح ) الذي تم صلبه وبشكل بشع نتيجة لأختلافه الرأي مع الخليفة في رؤيته ومعتقده ، ولكن الحلاج باق في ضمائر الناس واللعنة تصب على من قتله وأستباح دمه ،وأذكر شئ وهو أن هناك من وقف مع أفكاره بعد موته وما يعتقد به، فقد وقف معه شيخ المتصوفين والعالم الجليل ( الشيخ عبد القادر الكيلاني )..الذي قال لو كنت موجودا في حينه لأنتصرت له، ومرورا بثورة الشاي ( الثورة الأمريكية والأستقلال عن بريطانية عام 1783م، وتعريجا بأول ثورة ليبرالية في التأريخ ..الثورة الفرنسية عام 1789م والتي قامت بفصل الدين عن الدولة وأبعاد الكنيسة وتجريدها من سلطاتها السياسية التي كانت تتمتع بها ، ومنع تدخلها في شؤون الدولة، وقامة أول أنتفاضة في التأريخ والتي كانت تسعى لقيام دولة العمال والفلاحين والجنود ( كومونة باريس ) وباركها الشيخ الجليل وزعيم البروليتاريا ..كارل ماركس بالرغم مما شابها من أخطاء حسب رأيه، والأعمال والأكتشافات التي قام بها هذا العالم والمفكر والمنظرمع رفيق دربه فرودريك أنجلس ، وما وضعاه بين أيدي البشرية من قوانين وأكتشافات ، والذي أدى الى أفاق عظيمة أمام من جاء بعدهم (في المادية التأريخية ..والمادية الديالكتيكية والصراع الطبقي وفائض القيمة وقانون نفي النفي وغيرها ، وفيض من الدراسات والتحليلات ونقده للفلسفة المثالية وغيرها من المراجع والدراسات والابحاث.
ان ما أنجزه الحزب الأشتراكي الديمقراطي الروسي وقادته وما أمتلكوه من التراث الثر لماركس وأنجلس والمفكرين الأخرين ، وبحنكة وثورية وعبقرية لينين ورفاقه الأخرين مكنهم من قيادة المسيرة الظافرة وبعد أن أستفادوا من تجربة فشل الثورة في عام 1905م، وتحقق لهم الظفر من خلال أنجاز مرحلة الأعداد والتخطيط ، ومن ثم التنفيذ لهذه الثورة في 7/11/1917 م وتعتبر ثورة اكتوبر حتى يومنا الحاضر، أعظم حدث قام في عالمنا المعاصر، وستبقى هذه الثورة منارة يستنير بنورها المناضلين والثوريين على مدى الزمن القادم.
ان التحولات التي حدثت نتيجة لثورة أكتوبر وما أفرزته ، هو شئ عظيم ، وهو نقلة نوعية من عالم الأستعمار والتسلط والهيمنة !..الى عالم التحرر الوطني والأستقلال والحرية، وأعتاق المرأة من عبوديتها وألغائها ككائن بشري له كل الحقوق المتساوية مع أخيها الرجل.
بالرغم من المحاولات التي جرت لوئد الثورة وأغتيال رموزها وقادتها مثل ما حدث مع رئيس أول دولة للسوفيتات ...لينين عام 1918م ، حين أطلقت النار عليه فأصيب بعدت أطلاقات نارية ، بمحاولة لأغتياله ، والتي أقعدته ..وجرائها أصيب بعدة جلطات دماغية حتى وافه الأجل عام 1924م.
رغم كل المحاولات وأثارة الأزمات السياسية والأقتصادي والحروب الأهلية ، فقد تمكنت الجمهورية الوليدة من شق طريقها برغم كل المعوقات ، وأن تسير قدما بتحقيق منجزات جبارة ..من كهربة الريف وتوزيع الأرض على الفلاحين وتشغيل عجلة الصناعات وأنتاج الغذاء ومعالجة أزمة المجاعة وهزيمة الحرس القديم وعقد الصلح مع الجيران ونشر الوعي والتعايش بين الشعوب السوفيتية ، وتأميم المصارف والبنوك وتأميم المصانع والمعامل وغيرها ، هذه كلها ألهبت مشاعر العالم ، والذي أدى الى تنامي المشاعر الوطنية والثورية ، فقد نشئ ونتيجة لوهج وأنتشار أفكار وأنجازات ثورة أكتوبر، بقيام حركات وطنية تحررية واسعة في مختلف بقاع العالم.
وخلال العقود التي تلت الثورة نشأ أكثر من مائة حزب شيوعي وأشتراكي ، ونتيجة للنضال العنيد والمثابر ، وبالتعاون مع القوى الوطنية الناشئة ، حصلت أغلب الشعوب التي كانت ترزح تحت نير الأستعمار على أستقلالها الوطني ، والخلاص من الهيمنة الرأسمالية المقيتة.
وبروح التلمذة الشيوعية والوعي المتنامي والدعم السخي والنزيه من قبل الشعوب السوفيتية ، فقد تربى وعبر هذه المدرسة النضالية والكفاحية قادة أفذاذ ومناضلين ، يتمتعون بالوطنية والحس المرهف تجاه حركة التأريخ الواعية والمتبصرة ، وأستلهام للفكر العلمي وللفلسفة الماركسية وتراثها العظيم.
وشعوبنا العربية تفخر وبأعتزاز ، فقد أنجبت قادة ومفكرين ومناضلين أوفياء لشعبهم ووطنهم ، ففي سوريا ولبنان ..القائد فرج الله الحلو وخالد بكداش، وفي الأردن فؤاد نصار ، وفي المغرب المهدي بن بركة ، وفي السودان عبد الخالق محجوب والشفيع أحم الشيخ ، ولو أسترسلت طويلا فسوف لن يتسع المكان لمئات من المناضلين الأشداء والبواسل والقادة العظام ، فقد أخذت عينات من هذه القوافل التي جادت بالنفس والنفيس، للأنتصارلقضايا الشعوب العادلة ومن أجل السلام والرخاء، ونهاية للأستغلال وفي عالم متعايش مع ذاته .
أما هنا في بلدنا الحبيب العراق وحزبنا الشيوعي العراقي ، فباكورة النضال ومسيرة التضحيات والأباء فهي غنية عن التعريف ، لقد صنعت حركة الحياة ومن خلال الوعي الذي أنتجته ثورة العمال والفلاحين والجنود في روسيا والأتحاد السوفيتي ، فكان لنا قادة نفتخر بهم وبنضالهم وبوطنيتهم ونزاهتهم وبطولتهم ، والحياة زكتهم وبأعتراف الخصوم قبل الأصدقاء ..ولا أريد أن أذكر سوى البعض حتى لا يلومني من يلوم ، ومن حقهم في ذلك لأن جميعهم كتبوا تأريخهم بأحرف من نور ، بدمائهم وبكل ما عانوه من قساوة وظلم وأرهاب ..من رفيقنا ومؤسس حزبنا فهد ..يوسف سلمان وزكي بسيم وحسين محمد الشبيبي الذين أعدمهم النظام الملكي عام 1949م ، مرورا بسلام عادل والحيدري والعبلي وحمزة سلمان وطالب عبد الجبار وعلي البرزنجي وصفاء الحافظ وحسن عوينة والمئات غيرهم ..وخير من أستثنيت ولم اذكره بالأسم ، ولم تتسع القائمة لذكرهم فهم بلغائنا وأسيادنا وقادتنا ورواد حركة الحياة ، ولا نبخس حق أحد منهم.
لتبقى راية أكتوبر خالدة في ضمائر كل الخييرين والنجباء والساعين للغد الأفضل.
ولنهتدي بقيمها ومبادئها الخلاقة، والتي لن تموت ما بقية الحياة على كوكبنا.
عاش حزبنا الشيوعي العراقي ، كفصيل مكافح لبناء حاضر ومستقبل وطننا وشعبنا.
عاشت الشيوعية ...أمل الملايين ، والساعية الى العالم اللاطبقي ، الخالي من الأستغال والجشع.
7/11/2015