المنبرالحر

لا أثق بطائر الحكومة / ابراهيم الخياط

عز الدين المناصرة، شاعر فلسطيني من مواليد الخليل عام 1946. يحمل الليسانس في اللغة العربية والعلوم الإسلامية من جامعة القاهرة عام 1968 والدكتوراه في النقد الحديث والأدب المقارن من جامعة صوفيا عام 1981، كما حصل على رتبة الأستاذية (بروفيسور) في جامعة فيلادلفيا عام 2005. وقد كرمه نايف حواتمه زعيم الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين عام 1993 بوسام القدس.
له دواوين عدة وأشهرها «بالأخضر كفّناه» الذي صدر عام 1976 في بيروت، والعنوان من قصيدة له غناها مارسيل خليفة. وله ديوان آخر صدر عام 2000 في رام الله اسمه «لا أثق بطائر الوقواق»، وهذا العنوان يحيلني دائما للحكومة.
فالوقواق حسب موسوعة عالم الطيور، هو طير بمنقار طويل نوعمّا ومقوّس قليلاً. وهو يختلف عن معظم الطيور في أن اثنتين من أصابعه تتجهان للأمام واثنتين أخريين تتجهان للخلف. يصل طوله إلى حوالي 30 سم أي بطول مسطرة. وله ذكرا كان أم أنثى، صدر أبيض توشحه أشرطة دكناء اللون، ورأس الذكر منه وظهره رماديان لونا، فيما رأس الأنثى وظهرها اما رماديان أو بُنيان.
يعيش الوقواق في أنحاء أوروبا كلها، وفي معظم آسيا، أما في أفريقيا فيعيش في جنوب الصحراء الكبرى. وهو يتغذى على يرقات الفراشات والدود، كدودة القز ودودة ورق القطن، بما في ذلك اليرقات سامة الشعيرات التي لا تأكلها الطيور الأخرى.
ومن الشائع أن الوقواق لا يهتم برعاية صغاره.. مثل حكومتنا بالضبط ! فهو يضع بيضه في عش طائر آخر ويتركه يفقس ليتولى الآخر رعايته. ويكتمل تكوين بيضة الوقواق بسرعة كبيرة، وعادة تكون أول ما يفقس من البيض. فيأخذ الوقواق وهو زغب بالتنقل داخل العش، حتى يتلامس الجزء الغائر الموجود في ظهره مع بيضة أخرى أو فرخ صغير، وعندئذ يتسلق الوقواق جوانب العش برجليه القويتين، ويقذف بالبيض والأفراخ الأخرى إلى خارج العراق، عفوا إلى خارج العش. نعم وهو نِزْلٌ لا «يدبّچ» فحسب بل ويرمي أهل البيت إلى خارجه ليصبحوا اما نازحين أو لاجئين أو غرقى في البحر البعيد.
ويظل طائر الوقواق يكرر هذه الحركة، حتى يخلو العش تماماً من سائر البيض والأفراخ، فيبقى وحده يتلقى كل الغذاء الذي يجلبه أبواه البديلان. نعم يستحوذ على كل البيت والتموين والغذاء والماء والكهرباء والنفط والتعيينات والرواتب بما فيها راتب الرعاية الاجتماعية!!