المنبرالحر

لا أعرف توصيفاً! / قيس قاسم العجرش

كوميديا سوداء أو ربما تكون بلا ألوان، الحقيقة لا أعرف....ربما تكون كوميديا بطعم المرارة. او بلا طعم أو بطعم السقم...مرّة ثانية لا أعرف.
ليست المرّة الأولى التي يُصادف فيها مواطن عراقي أن يلتقي «مسؤولاً» سابقاً في مطار أجنبي أو في مكان ما من هذا العالم الذي يصغر كل يوم.
وليست المرّة الاولى التي» يشهَـر» فيها هذا المواطن كاميرا الموبايل ليقرّع أسماع هذا المسؤول ويُجدد على مسامعه جهاراً نهاراً ما يقوله المتظاهرون هنا في ساحات التظاهر في حربهم المستمرة على الفساد والمفسدين.
المسؤول السابق هناك في مطارات العالم ليس أكثر من فرد يمشي على الأرض، بينما كانت تحميه هنا كتائب الدفع الرباعي المدججة بأفضل انواع الدروع المضادة للرصاص والمضادة للضمير في نفس الوقت والمتسلّحة بآخر انواع سوء الخلق!.
وأيضاً كان محمياً هنا بحميّة طائفته التي تمنع عنه أي اتهام بالفساد( الفساد الواضح مثل الشمس) بحجّة أن هذا هو أبن الطائفة وحامل آمالها في إثبات وجودها ويتم تكرار الكلام الفارغ عن الخطوط الحمر.
ورغم ان كل المسؤولين القادمين الى دست السلطة عبر بوابة الطائفة، أثبتوا مراراً أن الطائفة وأبنائها لا يعنون لهم شيئاً سوى مجموعة يمكن استثارتها ليلة الانتخابات، إلا انهم استخلصوا لأنفسهم _من داخل الطائفة_من يبخّرهم وينثر ورود القدسية على طلّتهم التعبانة وسحنتهم المقيتة من كثرة ما كررها التلفزيون!.
ومع هذا، فما إن يظفر بهم مواطن عراقي خارج العراق حتى يلاحقهم ويصوّرهم ويمنحهم ما يتوقّعون من حقائق صريحة في وجوههم تذكّرهم بأن حق الناس والمال السُّحت الذي أكلوه سيكون زقوماً عليهم وسيبقى كذلك كلما تنقلوا في الأماكن العامة ، وكلما التقوا بعراقي حر فإنه لن يتوانى عن ضرب أسماعهم بالحقيقة...( أنكم لستم أكثر من نشالين ونصّابين).
ربما اعترف أن في ذلك نوعاً من الاعتداء على حريّتهم الشخصية( حريّة المسؤول ابو جنسيتين!) في أن يمشي في رحاب الأرض بلا إزعاج تحت ظل جنسيته الثانية التي انقذته من الملاحقة القانونية.
لكن، من جانب آخر، هذه المقاطع التي تُبث على شبكات التواصل الاجتماعي كشفت لنا جانباً من شخصية هؤلاء المسؤولين، فنراهم سرعان ما يلجأون الى الشتم والسباب مثل ابناء الشوارع. وسرعان ما ينفعلون أو يهربون مثل أي نشّال.
بالضبط مثلما فعلوا هنا سابقاً حين انتهت ولايتهم فمسحوا الأواني وقلبوا القدور وهربوا.