المنبرالحر

بعير السيد الرئيس! / طه رشيد

كانت الخسارة الكبرى للعرب قد وقعت في حربها مع إسرائيل عام 1967 والتي سميت بالنكسة، وكانت بالعراقي « وكسة « لأن إسرائيل لم تنتصر فحسب، بل احتلت قطاع غزة والضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية. واحتلت كذلك « الجولان» من سوريا و» شبه جزيرة سيناء « من مصر، وما أدراك ما شبه جزيرة سيناء إذ أنها تعادل مساحة فلسطين واسرائيل وسوريا ولبنان مجتمعة!
القوات العراقية كانت هناك، تمركز أكثرها في الاردن، وقبيل نشوب تلك الحرب زار رئيس الجمهورية العراقية انذاك عبد الرحمن محمد عارف فصائل القوات العراقية المسلحة الموجودة على الحدود العراقية الأردنية ليطلع على أحوال قواته، فشكا أحد الجنود للرئيس قلة المواد الغذائية وندرة اللحم فقال له الرئيس عارف:
- ابني احنه مخصصين لكل جندي بعير، لكن على عضة عضة من بغداد إلى الاردن لم يبق من البعير سوى هيكل عظمي!
وكان هذا القول إشارة واضحة لا تحتاج للشرح الى مدى الفساد الذي كان ينخر الدولة العراقية بما فيها القوات المسلحة..
وقد عشش هذا الفساد حتى استفحل اليوم لينخر مجمل دولتنا الموقرة. لم يترك مفصلا إلا وتغلغل فيه حتى أصبح الموظف الصغير جزءاً من منظومة الفساد هذه. والأخطر ان الفساد استطاع أن يصل الى المؤسسة العسكرية. والكل يعرف قضية « الفضائيين « في الجيش بالإضافة الى الشبهات التي تحوم حول العديد من الصفقات العسكرية. وشاهدنا الدولي والاكيد هو جهاز السونار في السيطرات الذي أدى بصاحب الشركة البريطاني الدخول الى السجن وبغرامة مالية كبيرة. والمهزلة الكبرى أننا ما زلنا نستعمله لليوم من دون خجل أو حرج!
لسان حالي يجبرني أن أقول : أن كنت لا تستحي فافعل ما تشاء!
رابط العمود هو الخشية من أن يتسرب الفساد للتشكيلات الشبابية الكبيرة التي استرخصت دمائها من أجل الدفاع عن الوطن. والخشية الكبرى أن يتعرض « البعير « المخصص لها إلى « العض « قبل أن يصل لها في الانبار أو سامراء أو التاجي أو غيرها.
حينها سنخسر حماس الشباب وسينتصر علينا العدو ، لا سمح الله ، لأنه أقل فسادا ماليا!
أقول قولي هذا واستعيذ من النميمة والقيل والقال ، وأترحم على روح الراحل « احمد الجلبي» لانه ترك لنا آلاف الأوراق الخاصة بالفساد الذي حول العراق إلى بعير .. وياهو اليجي ياخذله « عضة «!