المنبرالحر

درس بليغ في المهنية / علي فهد ياسين

مقال (اعتذار)الذي نشره الكاتب الصحفي عدنان حسين في عموده (شناشيل) في صحيفة المدى العراقية، وفي مواقع الكترونية عديدة ينشر فيها ذات العمود، يمثل درساً بليغاً في المهنية يحسب له بامتياز أمام نفسه وأمام زملائه وادارة المدى وعموم قُراءه، قبل أن يكون لبنة بناء جديدة في جدار الصد الوطني النظيف، المطلوب تحصينه ضد المتصيدين في المياه العكرة، للاجهاز على وحدة الصف الديمقراطي في العراق.
الرجل أعتذر علناً عن مقاله المنشور يوم الأحد الماضي، الذي (أساء) فيه الى الشاعر الشعبي حمزة الحلفي، وجاء اعتذاره بلياقةِ عالية وروحية معبرة عن رقي مهني وانساني تفتقده الساحة العراقية الممتلئة بالاحقاد والضغائن حد التخمة !.
هذا الاعتذار البليغ في شكله ومعناه، يقدم صورة تستحق الأحترام للرجُلين، لشجاعة الكاتب في نقده الذاتي، ولقيمة الشاعر المستهدف، وهي معادلة عالية الدلالات لقراء الاثنين، لانهما ينشطان في فضاء الدفاع عن حقوق الشعب على مدى تأريخهما الوطني المُشّرف .
مع ان كامل مضمون المقال واسلوب صياغته دال على(صنعة) لافته ومحببة تعودنا عليها من الكاتب القدير عدنان حسين، الا أن ختامها جاء(مسكاً) نوعياً رائعاً بإعلاء مفهوم الحرية للشاعر حمزة الحلفي، في قبوله الاعتذار من عدمه، ومشفوعاً بتعهد الكاتب باعتذار مباشر بعد عودته الى بغداد، وهو ارتقاء مضاف الى مضمون المقال، يؤكد الحق والاحترام.
تحية للكاتب عدنان حسين وللشاعر حمزة الحلفي، وهما يقدمان لنا هذا الدرس البليغ في المهنية، وقبلها في الوطنية !.
نص المقال
http://al-nnas.com/ARTICLE/AHussen/25s.htm